من يثق بالله لا يعوَّل أبدًا لا على الأمم المتحدة، ولا على أي طرف.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك الحوثي.
النهضة الحسينية المحاضرة الثالثة 1440هـ.
عندما نأتي إلى حجم المظلومية التي تتكاثر وتزداد إلى أن يضطر شعبٌ هنا أو شعبٌ هناك للتحرك، عندما تصل الأمور إلى مستويات كبيرة جدًّا، معاناة هائلة؛ فيحس بوطأة الظلم، ومعاناة ومرارة الاضطهاد، وحينها يتطلع إلى الأمم المتحدة ينتظر لها! من ينتظر إلى الأمم المتحدة فهو ينتظر للسراب، كما قلنا: واقع الشعب الفلسطيني شاهد، والشعوب التي تحررت، تحررت بجهدها مع اعتمادها على الله، وليس بالأمم المتحدة أبدًا، ما هناك شعب تحقق له العدالة التامة والخلاص الكامل بمجرد اهتمام الأمم المتحدة، أو من مجلس الأمن، لم يحصل ذلك أبدًا، بل هناك أحداث مأساوية جدًّا لشعوب راهنت على الأمم المتحدة؛ فأسهمت في وقوع جرائم كبيرة جدًّا بحقها، كما حصل مثلًا: في البوسنة والهرسك، كانت بعض المدن يجمع سكانها في مكان بجوار المدينة مثلًا، أو خارج المدينة، يجمع أعداد كبيرة من السكان، ويطلب منهم أن يسلِّموا كل ما بحوزتهم من أسلحة، وتكون أحيانًا حتى بأعداد بسيطة، وعلى أساس أن تتوفر لهم حماية كاملة من الأمم المتحدة، وجُمِعت بعض المدن في (البوسنة) على هذا الأساس، اجتمع سكانها في معسكرات كلاجئين، تحت حماية الأمم المتحدة، ثم ترفع الأمم المتحدة يدها عنهم، بعد أن سلبت منهم حتى سلاحهم، ويأتي- آنذاك- الصرب في (البوسنة) ليقوموا بارتكاب أبشع جرائم القتل والإبادة، وقامت الأمم المتحدة- حينها- بالتجميع، جمعت للصرب أعدادًا كبيرة (آلافًا من المسلمين)، ونزع أي أسلحة متبقية لديهم، وتجهيزهم للإبادة، ثم تنسحب عنهم وتتركهم، ليأتي الصرب فيعملوا على إبادتهم آنذاك، وهناك شعوب أخرى لها تجارب مأساوية وكارثية من خلال الأمم المتحدة. فلا يعوَّل أبدًا لا على الأمم المتحدة، ولا على أي طرف هنا أو هناك.