النماذج اليزيدية التي نراها في هذا العصر.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة في ذكرى عاشوراء 1439هـ.
النماذج التي نراها في عصرنا هذا، ماثلةً أمامنا في كثيرٍ من الحكام في منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي، هذا النوع من الجائرين المتسلطين، العاملين في عباد الله بالإثم والعدوان وبكل بساطة، وليس عندهم أي تقيّد ولا احترام لحرم الله، يستبيحون سفك الدماء، حتى الأطفال والنساء يقتلونهم بغير حساب، وبدون أي اكتراثٍ ولا مبالاة.
يتسلطون على الأمة من أجل تعزيز نفوذهم وسلطتهم، ويتحكمون في رقاب الأمة وفق رغباتهم، كل حساباتهم وكل اعتباراتهم تعتمد على أهوائهم، في ما يرون فيه: إما تعزيزاً لسلطتهم وهيمنتهم، وإما حفاظاً على كراسي سلطتهم، ليس عندهم أي اعتبارات ولا اكتراث لا لمبادئ، ولا لقيم، ولا لأخلاق، ولا لشرع، ولا لحرام، ولا لحلال، ولا لأي شيءٍ من هذا، هذا النوع من الجائرين يجب على الأمة كمسؤوليةٍ دينية، وليس مجرد مطالب عادية يمكن أن تتبناها جماهير الأمة كحالة سياسية اعتيادية، قابلة للأخذ والرد، والتنازل، والتكاسل عن الإصرار على الوصول لتحقيقها. |لا|، بل هي مبدأٌ إسلاميٌ، وفريضةٌ دينية أهميتها لهذه الدرجة: أن من لا يتحمل هذه المسؤولية، ولا يتحرك ضمن هذه المسؤولية، فإن موقفه عند الله كما قال رسول الله وعبّر عنه في هذا النص، محسوبٌ لصالح أولئك الجائرين، محسوبٌ لصالح أولئك المستكبرين، وبالتالي مصيره مصيرهم، ولهذا قال: (فلم يغيّر عليه بفعلٍ ولا قولٍ كان حقاً على الله أن يدخله مدخله).
ثم الحالة الأخرى– أيضاً– التي يتحتم علينا فيها الموقف الحسيني، الإسلامي، الأخلاقي، المبدئي، الشرعي، الذي لا مناص عنه إلا بالتنازل عن المبادئ، والانسلاخ من القيم، والتنكر لجوهر الإسلام وحقائق الإسلام، حينما تكون الأمة بين خيارين: إما خيار الإذلال، والاستعباد، والإهانة، والإذعان للمجرمين، وتسليم رقابها لعبث الطغاة والمتسلطين؛ وإما العزة مع التضحية، مع الثبات، مع القتال، مع الحرب… حينما تواجه الأمة هذه الحالة، هذين الخيارين، يتحتم عليها- أيضاً– الموقف الذي حدده الإمام الحسين «عليه السلام».