هويتنا الإيمانية هي تجسيد لاستجابتنا لله وطاعتنا له وانتمائنا للإيمان
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
محاضرة الإيمان يمان الجامع الكبير 21ربيع الثاني 1441هـ 2019م.
إذا كنا نرى الآخرين من أمم الأرض، من شعوبها، يهتمون بالغ الاهتمام بتعليمات، بتوجيهات، بعادات، بتقاليد ورثوها أو أخذوها بحسب انتماءاتهم المختلفة، وليس مصدرها الله، ولكنها أصبحت عندهم مسألة انتماء وهوية؛ فتمسكوا بها، والتزموا بها، وضبطوا مسيرة حياتهم على أساسها، وحرصوا ألَّا يفرِّطوا بها، وسعوا إلى توريثها لأجيالهم جيلاً بعد جيل، أليس ذلك أولى بنا في انتمائنا للإيمان؟! انتماؤنا الإيماني أليس الأولى بنا أن نحرص عليه، أن نحافظ عليه، أن ننطلق من خلاله، أن نسعى لتربية أجيالنا عليه، وأن نورِّثه لأجيالنا اللاحقة والقادمة، هذا هو المفترض. إذا كان الآخرون في هويتهم وانتماءاتهم المختلفة، والتي لا صلة لها بالله سبحانه وتعالى، يحافظون عليها، يحمونها من كل المؤثرات. في الصين عملوا لهم نظام خاص بمواقع التواصل الاجتماعي، قالوا: [حتى لا تؤثِّر عليهم أمريكا في هوية شعبهم، في ثقافاته، في أفكاره، في عاداته، في تقاليده، في سلوكياته]؛ لأن لهم نمط حياتهم، طريقة حياتهم، أفكارهم، ثقافاتهم، وهم يريدون ألَّا تتأثر بالآخرين. أفلسنا الأولى؟! بلى الأولى.
القرآن الكريم فيه حديثٌ واسع عن الهوية الإيمانية والتعريف بها، كم في الآيات القرآنية من توصيف وتوضيح لمواصفات المؤمنين؟ نكتفي هنا بآية واحدة، آية واحدة، يقول الله -جلَّ شأنه- في كتابه المبارك: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، أمة واحدة متآخية، متعاونة، متظافرة، متكاتفة الجهود، متعاونة، متناصرة، كتلة واحدة، موقف واحد، توجه واحد، للنهوض بمسؤولية واحدة، {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}