رسول الله محمد صل الله عليه وآله نعمة من اعظم النعم التي انعم بها الله على عباده
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف 2 ربيع أول 1442هـ.
الرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” قال عنه الله “سبحانه وتعالى” وهو يذكِّرنا بعظيم منته علينا برسوله، قال “جلَّ شأنه”: {هُوَ}، يعني: الله العظيم الكريم، الله الملك القدوس، الله العزيز الحكيم، الله الرحيم الكريم، هو بعظمته، بفضله، بجلاله، بكماله، برحمته، {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الجمعة: الآية2]، الله “سبحانه وتعالى” أعظم النعمة والمنَّة، منَّ “جلَّ شأنه” علينا بذلك، عندما بعث في الأميين، بدايةً المنطقة العربية سكانها كانوا أميين، ليسوا بأهل كتاب، كانت تفتخر عليهم بعض الأمم وبعض الطوائف بأن لديها كتاب، وكان فيها رسل وأنبياء، وهم ليسوا بأهل كتاب، فالله “سبحانه وتعالى” {بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ}، بدلاً من أن تكون الكثير من ثقافاتهم وأفكارهم وتصوراتهم خرافية، وأن يكونوا أمةً أمية، بدلاً عن ذلك: يأتي لهم ما يسمو بهم؛ لكي يكونوا الأمة التي تمتلك رصيداً ثقافياً لا مثيل له، ويعطيها الله “سبحانه وتعالى” هدياً ومنهاجاً عظيماً يكون نوراً للبشرية بكلها.
{بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ}، والذين كانوا في وضعهم السابق- كما في آخر الآية- في حالة ضلالٍ مبين، {لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}، ضياع، كانوا في حالة شتات، ليس لديهم منهج موحَّد، منهج صحيح، منهج عظيم، ليس لديهم أهداف كبيرة في هذه الحياة، يعانون من الكثير من المشاكل والأزمات في واقع حياتهم، ولا يمتلكون الرؤية الصحيحة تجاه أكثر الأشياء، بدءاً من الحالة العقائدية، لديهم عقائد أكثرها باطل، وأكثرها خرافة، واقعون في مصيبة الشرك بالله “سبحانه وتعالى”، وفي طامات وكوارث على المستوى الأخلاقي، حالة متدنية حطتهم وسقطت بهم إلى الحضيض عن المقام الإنساني، وعن الفطرة الإنسانية، حالة خطيرة عليهم في الدنيا، وحالة خطيرة عليهم في الآخرة، لا ثقافة صحيحة، اعوجاج كبير في واقع الحياة، ضياع في هذه الحياة، شتات، بُعد عن الأهداف الاستراتيجية الصحيحة، التي ينبغي أن يعطيها الإنسان حياته، وجهده، وعمله، واهتمامه، واختلالات كبيرة جداً في كل شؤون حياتهم، بل على مستوى أنهم كانوا يأكلون الميتة، كانوا يأكلون الميتة، كانوا يئدون البنات، كانوا في واقعهم السلوكي في حالة من الانحراف الكبير جداً، والهبوط والانحطاط عن المستوى الإنساني، فقدوا إنسانيتهم. فجاء هذا النور وهذا الهدى، وأتى به مَنْ؟ أعظم إنسانٍ منذ وجود البشرية إلى ختامها، شرف كبير، الله شرفنا بالرسالة وبالرسول؛ لأن هذا الرسول الذي أتى بهذه الرسالة هو سيِّد المرسلين، هو خير، وأكمل، وأعظم، وأشرف إنسانٍ على وجه الأرض منذ بداية الوجود البشري إلى ختامه، ليس إنساناً عادياً، بل ليست مرتبته ومقامه بين الرسل والأنبياء أنه مجرد رسول كأحدهم، وكلهم له مقامه العظيم، وفضلهم عظيم، وشأنهم عظيم، ومرتبتهم عظيمة كرسل لله، وكأنبياء لله “سبحانه وتعالى”، ولكنه هو بينهم هو سيِّد المرسلين، هو خاتم الأنبياء وسيِّد المرسلين.