مسألة استهداف العدو للداخل الإسلامي وحرف بوصلة العداء
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة في ختام الذكرى السنوية للشهيد 19 جمادى الأولى 1442هـ.
مسألة استهداف الداخل الإسلامي، وتحويل بوصلة العداء إلى الداخل الإسلامي: إما على مستوى توجيه كل حالة العداء إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، والشعب الإيراني، أو على مستوى دول محور المقاومة بشكلٍ عام: العداء لحزب الله في لبنان، العداء لسوريا، العداء للعراق، العداء للأحرار في المنطقة بشكلٍ عام في اليمن والبحرين وبقية المناطق، أو تحت عناوين مذهبية: تحت عنوان العداء للشيعة، أو العداء لمناطق معينة، أو حتى تحت العناوين السياسية، كل محاولات توجيه بوصلة العداء إلى الداخل في أمتنا الإسلامية، وصرف حالة الوعي واليقظة، وإبعاد الأمة عن التصدي للأعداء الحقيقيين الذين يشكلون خطورةً حقيقيةً على هذه الأمة، إنما هو عملٌ لصالح الأعداء، وجزءٌ من أجندتهم.
لاحظوا، فيما مضى من الذي كان يتحدث بشكلٍ دائم عن الخطر الإيراني؟ كان هو الأمريكي والإسرائيلي، قبل أن يكون هذا هو الحديث الدائم والكلام الدائم، والموقف الذي يتردد بشكلٍ دائم ليلاً ونهاراً لدى السعودي والإماراتي وبعض الأنظمة، كان الذي يتحدث هكذا هو الأمريكي، هو الإسرائيلي، يقول: الخطر إيران، إيران تشكِّل خطراً، إيران عدو، كان الأمريكي يفعل ذلك على مدى سنوات طويلة، ثم الآخرون كالببغاوات اتجهوا- كالببغاء- يرددون نفس المنطق الأمريكي والإسرائيلي، من الذي عمل إلى إشعال نيران الفتنة الطائفية في أوساط الأمة، وجيَّش وحرَّك وحاك خيوط المؤامرة في تحريك التكفيريين في داخل الأمة، وهيأ لهم الظروف، ووفر لهم الأجواء الملائمة، ووفر لهم الدعم الكافي عبر عملائه، لإشعال نيران الفتنة الطائفية؛ لتمزيق الأمة من الداخل تحت عنوان الفتنة الطائفية؟ إنما هو الأمريكي والإسرائيلي اشتغل على ذلك، واتضح جلياً في الأخير، وصرحوا في منابرهم الانتخابية بذلك، واعترفوا في مقابلاتهم الإعلامية بذلك، والوثائق تثبت ذلك، والواقع الفعلي يثبت ذلك.