هوية الشعب اليمني (الإيمان يمان والحكمة يمانية)
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة جمعة رجب 1440هـ.
النبي صلوات الله عليه وعلى آله روي عنه أنه قال: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) تلكم هي هوية هذا الشعب هوية إيمانية، الإيمان والانتماء للإيمان، الإيمان في مبادئه، الإيمان في قيمه، الإيمان في أخلاقه الإيمان في تشريعاته وتعليماته، هو الهوية التي نبني عليها ثقافتنا وانتماءنا وأخلاقنا ومواقفنا وسيرتنا في هذه الحياة، نبني عليها مشروعنا في هذه الحياة وتوجهنا في هذه الحياة وهذه هي أشرف وأسمى هوية.
نحن في السنوات الماضية في مثل هذه المناسبة أشرنا إلى أن كثيراً من الشعوب والأمم في كثير من بقاع الأرض تتمسك بهويتها المعتمدة على كثير من الخرافات والأباطيل وهو حاصل إلى حد اليوم، أما نحن فهذه من أعظم النعم، هوية مشرفة وعظيمة ولها أهمية كبيرة في واقع الحياة وثمرة طيبة بقدر ما نرسخ هذه الهوية ونرتبط بها بقدر ما تتحقق لنا نتائج مهمة في واقعنا التربوي والأخلاقي والعملي، وكذلك في واقعنا في الحياة، مسيرة حياتنا في جانبها الحضاري وفي شتى الجوانب والمجالات فإذن هذه الهوية الإيمانية التي مثلت أهمية كبيرة في صناعة دور هذا الشعب في ماضيه وفي حاضره وفي صناعته في المستقبل والتي إن أضعناها ضعنا وإن فقدناها خسرنا وإن تخلينا عنها كنا متنكرين للنعمة، جاحدين للفضل وخاسرين في حياتنا.
عندما نأتي إلى هذه الهوية في كل جوانبها الرئيسية نجد تجلياتها، تجليات هذا الانتماء الإيماني في مسيرة شعبنا في كل جوانب حياته ونتحدث ونستعرض نماذج محدودة على طريقة القرآن الكريم بالاهتداء بالقرآن الكريم عادة ما يعرض لنماذج حتى عندما يعرض لنا المواصفات الإيمانية ويتحدث لنا عن المؤمنين يركز على نماذج رئيسية لأن الجانب الإيماني هو يشمل كل واقع الإنسان، ولكن يمكن في الحديث أن نركز على نماذج رئيسية تدل على بقية التفاصيل وعلى بقية المواضيع، لما نستعرض نماذج رئيسية نأتي أولاً إلى الجانب الروحي وهو جانب أساسي في الهوية الإيمانية وفي الانتماء الإيماني وفي الواقع الإيماني للإنسان.