من المهم جدًّا في شهر رمضان، الإقبال بشكلٍ كبير على القرآن الكريم؛ للاهتداء به
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك 1442هـ.
الكل بحاجة إلى الاهتداء بالقرآن الكريم، لا يمكن لأحدٍ أن يستغني عنه، يقول: [أنا أكاديمي، أنا بروفيسور، أنا دكتور، أنا فيلسوف، أنا عالم، أنا معلم في الجامعة، أو أنا سياسي، أو أنا قانوني، أو أنا كذا… كل صفة، كل مرتبة، كل اعتبار، كل مجال، لا يمكن من خلاله أن تستغني عن القرآن ككتاب هداية، لكي تهتدي إلى الحق، إلى الرشاد، إلى الصواب، إلى الحكمة، إلى ما فيه الخير، إلى ما فيه القسط والعدل، إلى ما هو الموقف الصحيح، تحتاج إلى القرآن.
(ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله)، حتى لو أردت الهدى، لكن تركت القرآن هناك، وجعلت دوره دوراً ثانوياً، هامشياً، أو اتخذته ظِهرياً، واتجهت إلى الأشياء الأخرى لتعتمد عليها، لتستنتج من خلالها الرؤى والأفكار والأطروحات باسم الدين، أو بغير اسم الدين، ستضل، ستضل، طالما أعرضت عن القرآن ستضل، طالما لم تجعل للقرآن الأولوية، وتجعل منه الأساس، الأساس الذي تصوب من خلاله كل الأفكار، كل الآراء، كل التوجهات، فأنت ستضل حتماً، حتى لو كنت تريد الهدى، الذي قال: (ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله)، هو النبي “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله”.
الأمة اليوم بحاجة إلى العودة إلى القرآن الكريم ككتاب هداية، لتهتدي به، وتعود من واقع حياتها، وفي كل شؤونها، تجاه المواقف، عندما نحدد المواقف، يجب أن نعود إلى القرآن الكريم، ونبني مواقفنا على ما يهدينا إليه، عندما نتجه في مسيرة حياتنا في أي مجال من المجالات، لنعود إلى القرآن الكريم؛ لتكون ثقافتنا قرآنية، آراؤنا قرآنية، لنبني كل توجهاتنا على أساسه، كل أفكارنا على هديه، وبنوره، هذا هو المقصود من أن ننظر إليه ككتاب هداية، من واقع حياتنا، والقرآن الكريم هديه عظيم، والله “سبحانه وتعالى” يتدخل، المسألة ليست تعاملاً مع القرآن منفصلاً عن الله، ليست هكذا، المسألة هي التجاء إلى الله “سبحانه وتعالى”، المسألة هي أيضاً الاستفادة من سنته في هداية عباده “سبحانه وتعالى”، والمسألة هي أيضاً فيها التجاء إلى الله “سبحانه وتعالى”، الله علمنا أن نقول في كل صلاة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة: الآية6]، (اهْدِنَا) نلتجئ إلى الله “سبحانه وتعالى”، نطلب منه الهداية، ثم يأتي هو ليتدخل، {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ}[المائدة: من الآية16]، الله يهدي، يهدي بكتابه، ليست هدايته بكتابه فقط أنه قد أنزله واكتفى بذلك، لا، له سنته في هداية عباده من جهة، ويتدخل في ذلك “سبحانه وتعالى”، فنحن بحاجة إلى الله “سبحانه وتعالى”.
ولذلك من المهم جدًّا في شهر رمضان، الإقبال بشكلٍ كبير على القرآن الكريم؛ للاهتداء به، ونحن في مراحل فيها فتن كقطع الليل المظلم، فيها حملات تضليلية رهيبة جدًّا، سواءً ما يأتي من خارج الأمة، ما يأتي من الأعداء الكافرين، أو من داخل الأمة، من كل فئات الضلال، من كل المنحرفين عن القرآن، من كل من لهم اتجاهات تتباين مع منهج القرآن الكريم، بحاجة ماسة إلى أن نتحصن بالهدى، تجاه كل الضلالات وكل الظلمات، بحاجة ماسة، والقرآن الكريم ينير لنا الدروب.