موقف الإمام الحسين عليه السلام من بيعة يزيد بن معاوية (ومثلي لا يبايع مثله)
بصائر من نور القيادة.
كلمة في ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 10 محرم 1441 هـ.
الإمام الحسين -عليه السلام- حينما طُلِبت منه البيعة ليزيد، قال -عليه السلام- في رده: (إنَّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله، وبنا يختم، ويزيد فاسقٌ فاجر، شارب الخمر، قاتل النفس المحرَّمة، معلنٌ بالفسق والفجور، ومثلي لا يبايع مثله)، بهذه الكلمات المهمة أعلن الإمام الحسين -عليه السلام- وحدد موقفه الحاسم تجاه الطغيان والانحراف والتسلط الأموي ممثلاً بيزيد، بما يمثِّله يزيد على أمة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من خطورةٍ في دينها العظيم، حينما يتمكن بما هو عليه من فسقٍ وفجورٍ وإجرامٍ وطغيانٍ واستهتار، فيما يمثِّله من خطورةٍ على الإسلام ومقدساته، فيما هو فيه من احتقارٍ للأمة، حينما يتمكن من التحكم بها من موقع القرار والسلطة، فالتهديد يصل إلى الدرجة التي قال عنها الإمام الحسين -عليه السلام-: (وعلى الإسلام السَّلام إذ قد بليت الأمة براعٍ مثل يزيد)، يعني طمس معالم الإسلام، يعني مصادرة كل مكتسباته للأمة: من حريةٍ وكرامةٍ وعزةٍ، ومن زكاءٍ وسموٍ إنساني، وأخلاقيٍ وقيم، يعني الاستعباد للأمة والإذلال لها، يعني الظلم والفساد، وأن تكون الأمة بكل ما تملكه رهينةً وغنيمةً للطغاة والطغيان، وأسيرةً تحت وطأة الإجرام.
ولذلك فالإمام الحسين -عليه السلام- من واقعه الإيماني العظيم، وهو سيِّد شباب أهل الجنة، ومن موقعه في القدوة والقيادة والهداية، وهو الامتداد الأصيل والوارث الحقيقي لرسول الله -صلى الله وسلم عليه وعلى آله- في حمل راية الإسلام، وهداية الأمة، هذا الدور وهذا الموقع الذي يوضِّحه لنا قول رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (حُسينٌ مِنِّي، وأَنَا مِنْ حُسَين، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيِنًا، حُسَينٌ سِبطٌ مِن الأَسبَاطِ)