المؤمن بالله هو من يكون خوفه من الله أعظم من خوفه من غيره
برنامج رجال الله.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول صـ 11 ـ 14.
{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} (النساء:87) كثير تتكرر كلمة:[لا إله إلا هو] من أجلك تقنع أنه لا يوجد لا كذا ولا كذا, لا مفر ولا ملجأ، لا من يُلْجَأ غيره, ولا من تلتجئ إليه غيره، وهو هو، {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}، ومن الذي يستطيع أن يتهرب عن الحضور يوم القيامة.. {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلَّا لا وَزَرَ} (القيامة:10-11) لا يوجد مفر.. تقوم من قبرك {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} (يّـس:52).
{لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه.. وهذه حقيقة مهمة الإنسان إذا ذكر نفسه بها ليقرر نفسه بها أنني لا بد أن أموت لا بد أن أبعث لا بد أن أحشر أنا فلان بن فلان, الذي بيتي في محل كذا، بالتأكيد لا بد أن أحشر يوم القيامة. نسيان يوم القيامة حالة خطيرة على الإنسان؛ ولهذا كررت في القرآن الكريم بشكل كبير، نسيان يوم القيامة غفلة شديدة، تنسيك عن الإعداد لهذا اليوم، تؤمِّن نفسك في الدنيا فلا تعيش الخوف من القيامة؛ فتحشر يوم القيامة خائفاً.
{لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه، لا بد منه لكل شخص، لكل شخص لا بد أن يحشر {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً} (مريم:93-94) واحد.. اثنان.. ثلاثة، كل إنسان, يعرف كل واحد، وسيحشر كل واحد لا ينسى {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} (مريم:95) فرداً، فرداً كلهم، لا ينسى أحد, ولا يبقى قبور هناك لا أحد منها يطلع، نسيوهم! أبداً {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} (الزمر:68) كل من في السماوات ومن في الأرض، {لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه.
هذا اليوم يوم القيامة هل هو عبارة عن اجتماع عام, وحفل عام؟ أو يوم ماذا؟ يوم الفصل {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} (النبأ:17-18). جماعات, تساقون إلى الحشر، سماه يوم الفصل, يفصل فيما بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون، يفصل فيبين كل القضايا التي كان الناس فيها يفرطون؛ فيتجلى هناك عظم تقصيرهم، يتجلى هناك سوء آثار أعمالهم، آثارها السيئة البالغة السوء، يتجلى لك تفريطك فترى كيف كنت غافلاً، ترى ما جره تقصيرك، ترى ما جرته جهالتك، حتى تساق إلى جهنم، وأنت ترى بأنك أصبحت مستحقاً لجهنم.. عندما يقول الملائكة عندما تساق إلى جهنم فيقال: {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ}(الأنعام: من الآية30).
حتى الملائكة يبدو أنها تستغرب جداً والناس مزدحمون على أبواب جهنم {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى}(غافر: من الآية50) إلاَّ كانوا يأتوننا بالبينات! {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ}(الزمر: من الآية71) هذه ليست من كلمات الكافرين هي من قبل الله سبحانه وتعالى، بلى والله كان بيجينا كل شيء، ويعطونا كل شيء، وأرشدونا إلى كل شيء لكن كنا ننسى، وكنا نتناسى، وكنا نهمل، وكنا لا نبالي، وكنا نقول: يمكن ما هو صحيح.
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}(النساء: من الآية87) هل هناك أصدق حديث من الله؟ ما هذه واحدة من العبارات التي تخاطب أعماق نفسك؟ لتؤمن فيكون إيمانك صادقا أنه ليس هناك أصدق من الله حديثا.. لتأخذ هذه العبارة, لتأخذ هذه الآية فتكتبها في جدار قلبك، فتجد في الآيات الأخرى عندما تجد وعود الله، ووعده ووعيده، تجد فعلاً أنه ليس هناك أصدق من الله حديثاً، ومن أصدق من الله حديثا؟.
عندما يقول: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}(لأنفال: من الآية60) فكن أنت في نفسك مرسخاً: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثا}. {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحج: من الآية40) ما هذا وعد إلهي مؤكد؟ {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثا}. {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران:111) أليس هذا وعداً؟ فقط يطلب منك إيمان يجعلك أنت تخاطب نفسك بأنه {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}. {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(محمد:7) ماذا أقول أمام هذه؟ فعلاً أثق؛ لأنني أعلم أنه ليس هناك أصدق من الله حديثا.
وهكذا تأتي إلى آيات الوعد والوعيد بالنسبة للآخرة, {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طـه:124) أليس هذا قول من قول الله؟ أليس هو حديث من حديث الله سبحانه وتعالى؟ أليس هو وعيداً؟ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثا}.
نحن نريد أن نصل إلى هذه الدرجة، إلى درجة أن ننظر إلى كل وعد من وعود الله، إلى كل وعيد من وعوده، بأنه يأتي ممن؟ ممن ليس هناك من هو أصدق منه حديثا.. والأصدق حديثاً أنه من لا يأتي الواقع أبداً متخلفاً عما أخبر به عنه، الذي لا يتخلف إطلاقاً. المصداقية هي بالنسبة للواقع أن يكون متحققاً {لا رَيْبَ فِيهِ}، لا شك في تحققه، فعندما قال: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}(النساء: من الآية87) ما هو يخبر عن واقع سيحصل؟ يوم إسمه يوم القيامة، ويجتمع الناس فيه، أليس هذا إخباراً عن واقع سيحصل؟.
طيب.. الخبر قد يكون صدقاً، وقد يكون كذباً باعتبار الواقع عندما يأتي الواقع متخلفا عنه فيكون غير صادق، الصدق هو: أن يكون الواقع وفقاً لما أخبر به عنه.. فمن أصدق من الله حديثا؟ لأن هذا كلام لا يتخلف وواقع لا يتخلف، لأن من يقول هذا هو من يعلم الغيب والشهادة، ومن يقول هذا هو من يفعل هذه الأشياء هو، وهو العزيز، وهو الحكيم، وهو الملك، وهو القاهر فوق عباده، ليس إخباراً بأن هناك إله آخر سيعمل يوماً يسمى يوم القيامة ثم يمكن أن هذا الإله الآخر يتكاسل فلا يعمل شيئاً.
الله يخبر عن أفعاله هو ما سيفعل، وما أخبر عنه من أفعاله فلن يتخلف، {لا رَيْبَ فِيهِ}(البقرة: من الآية2) {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}.
يوم القيامة لو ترسخ في نفوسنا الخوف منه، يوم شديد الأهوال يوم وراءه جهنم، إذا لم يكن الإنسان هنا في الدنيا متنبهاً متيقظاً متذكراً يحذر، يخاف وهو لا يزال هنا في الدنيا يوم القيامة لا يجد مخرجاً، لا يجد شيئاً يمكن أن يفدي نفسه به، ولا تقبل منه حتى لو ملك ما يمكن أن يفدي نفسه به، لا يقبل منه. في الدنيا هنا متى ما تأزمت على الإنسان حتى وهو في السجن يمكن يدِّي خمسة آلاف أو عشرة آلاف وأخرجوه، أما هناك لا تقبل فدية ولا تقبل رهينة بدلك، هنا في الدنيا يمكن إذا سجن واحد أن يعطي رهينة بدله ويخرج، أو يداول بينه وبين رهينة أخرى، أو يعطي فلوس ويخرج، أو يحصل على وسيط ويخرجه، أما هناك لا يمكن {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر:38) {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}(طـه: من الآية15) تجزى كل نفس بما تسعى.
ما الذي ينسينا عن يوم القيامة؟
هي أشياء تتوالى: قلة معرفتنا بالله يؤدي إلى نقص في خوفنا منه، إلى ضُعف في خشيتنا منه، فيؤدي هذا إلى غفلة ونسيان، تؤدي الغفلة والنسيان إلى غياب حالة الخوف من يوم القيامة، ومتى ما ذكِّر الإنسان أحيانا تذكر، أو رأى ميتا تذكر, أو سمع مرشداً، أو استعرض سورة من سور القرآن الكريم تذكر, لكن ويحاول أن يعيد إلى ذهنيته الحالة السابقة, حالة اللاشعور بشيء من هذه الأشياء، غفلة.
فمن يعرف الله سبحانه وتعالى معرفة كافية لا بد أن يخشاه، لا بد أن تعظم خشيته منه، وتعظم أيضاً رغبته فيـه، فيكون دائماً متذكراً، متذكراً يحرص على أن يعمل في هـذه الدنيا ما يقربه إلى الله، ويحصل يوم القيامة – من خلال عمله هذا وبرحمة الله – على الفوز بالجنة، وعلى أن يحاسب في يوم القيامة حساباً يسيراً، فيكون من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؛ لأنه متذكر للقيامة، تذكر القيامة له أثره العظيم جداً، جداً في المجالين: في مجال أن تنظر من الأعمال إلى ما فيه نجاتك يوم القيامة فتنطلق فيه، وتبتعد عن الأعمال أو عن التقصير الذي فيه هلاكك يوم القيامة فتبتعد عنه.
يوم القيامة خوَّف الله به عباده في القرآن الكريم تخويفاً شديداً؛ لأنه يوم شديد الأهوال في حد ذاته، وفيه حساب عسير جداً للظالمين، حساب عسير جداً للمعرضين عن ذكر الله، حساب عسير جداً لمن لم يكونوا يهتدون بهدي الله.
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ}(الحاقة25) في [سورة الحاقة] يتحدث عن من أوتي كتابه بيمينه، وعمن أوتي كتابه بشماله، {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} (الحاقة:19-22) بالنسبة لمن يؤتى كتابه وراء ظهره ماذا يقول؟ {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ}(الحاقة:25-27) ليت أن تلك الموتة الأولى هي القاضية فلا أبعث ولا أحشر {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} (الحاقة:29) السلطان الذي كنت فيه، أو السلطان الذي كنت ألتجئ إليه في الدنيا هلك عني. {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} (الحاقة:27-28). مالي لم يغن عني، لم يدفع عني شيئاً، الذي كنت أجمعه في الدنيا, وأحرص على جمعه من حلال ومن حرام، وكنت أبخل أن أصرف منه وأنفق منه في سبيل الله لم يغن عني شيئاً، لم يدفع عني شيئاً.
{هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}(الحاقة:30) يقال للملائكة: خذوه فغلوه، وكانت هذه الآية من الآيات التي يصرخ منها الإمام علي (عليه السلام) وهو يتأوه، يتصور خطورة الموقف عندما يقال للملائكة: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}. قال: (فيا له من مأخوذ…) يا له من مأخوذ!! حالة شديدة جداً، وحالة رهيبة جداً، عندما يقال للملائكة: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} (الحاقة:30-37). كان في الدنيا لا يؤمن بالله العظيم.
نحن نؤمن بالله، أليس كذلك؟ لكن كيف هذا الإيمان؟ إيمان لا يساوي شيئاً، الإيمان بالله الذي يجعلك تخاف غير الله أكثر مما تخاف من الله ليس إيماناً بالله، الإنسان المؤمن بالله هو من يكون خوفه من الله أعظم من خوفه من غيره، هو من يكون رجاؤه في الله أعظم من رجائه في غيره.. المؤمن بالله هو من يعيش دائماً حالة التذكر لله، الحرص على رضا الله، الخوف من بطش الله، الرغبة فيما عند الله. الإيمان بالله هو إيمان عملي يبعث – متى ما كان إيمانا صادقاً – هو يبعثك على العمل، يبعث في نفسك الخوف، يبعث في نفسك الرجاء، يبعث في نفسك الرغبة.
أما إيمان من هذا النوع مجرد تصديق، نحن نقول: كان الكافرون مؤمنين بالله على هذا النحو، ألم يكونوا مؤمنين بالله؟ {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}(الزخرف: من الآية87) كان الجاهليون يؤمنون بالله بمعنى أنهم عارفون بأن هناك إله اسمه:[الله]، هو الذي خلق السموات والأرض، وهو الذي يدبر شئون السماوات والأرض، وهو الذي ينزل المطر، وهو الذي… يؤمنون بكل هذه الأشياء.. هم كانوا مؤمنين بهذه، فقط كانوا يقولون: لا، ليس وحده، بل هناك آلهة أخرى.
إذا ما أصبح إيماننا في واقعه كإيمان الكافرين، أي: إيمان بمجرد وجود الله، وليس وراء هذا الإيمان أي شيء في نفوسنا، في واقع حياتنا، فعلاً يكون الناس ممن لا يؤمنون بالله العظيم، {وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} (الحاقة:34) كان في الدنيا بخيلاً، ولا حتى يحث الآخرين على إطعام المسكين؛ لأنه لضعف إيمانه بالله، أو لانعدام إيمانه بالله لا يتذكر مسألة ثواب فيرجو من عمله هذا ما يقربه إلى الله, ويحصل على الأجر عند الله. {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ}(الحاقة:35) أي مقرَّب في القيامة يمكن أن ينفعه، {وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ}(الحاقة:36-37) ويقال: أن الغسلين هذا هو: عصارة أهل النار من القيح والصديد.. نعوذ بالله.