الإحسان هو عنوانٌ مهمٌ وأساسيٌ في القرآن الكريم، وفي التربية الإيمانية
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية الرابعة عشرة 14 رمضان 1442هـ.
الإحسان هو عنوانٌ مهمٌ وأساسيٌ في القرآن الكريم، وفي التربية الإيمانية، وفي توجيهات الله “سبحانه وتعالى”، وبشكلٍ عام، إنما هناك خصوصية في مستوى الإحسان فيما يتعلق بالوالدين، فالإحسان إليهما ينبغي أن يكون أعلى مراتب الإحسان في العلاقات البشرية، وفي التعامل مع الناس، فلهما خصوصية في مزيدٍ من الاحترام، والتوقير، والاهتمام بأمرهما، والإحسان إليهما في التعامل، وفي الاهتمام بأمرهما.
ولهذا يأتي في القرآن الكريم التركيز على موضوع الإحسان في كثيرٍ من التوجيهات الإلهية، في عرضٍ للمواصفات التي يتَّصف بها ويتحلى بها المحسنون، وكذلك في الوعد بالأجر، والثواب، والخير، والمنزلة عند الله “سبحانه وتعالى”.
يقول الله “جلَّ شأنه” في القرآن الكريم: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة: من الآية195]، أمرٌ بالإحسان، وهذا أمرٌ عام: أن تكون محسناً في علاقاتك بشكلٍ عام، في تعاملك بشكلٍ عام، وكذلك في اهتمامك بأمر الآخرين، وهذا يبدأ من واقعك النفسي، من مشاعرك، من وجدانك، من ثقافتك، من فهمك للدين، ولدورك الإنساني، ومسألة الإحسان سواءً على مستوى التعامل، أو على مستوى الاهتمام بأمر الآخرين، وبالذات من هم من الفئات المعانية، عندما تهتم بالفقراء، عندما تهتم بالمساكين، عندما تهتم بالمظلومين، عندما تهتم بأمر المستضعفين، ثم- بشكلٍ عام- عندما تهتم بالمنكوبين، بالمتضررين، وهكذا بشكلٍ عام، الإحسان هو فطرة لدى الإنسان، والإنسان يستشعر أنَّ الإحسان هو قيمة إنسانية وأخلاقية، في نفس الوقت نرى أنه قيمة دينية ذات أهمية كبيرة في الدين، والتوجيهات القرآنية تعطيه أهميةً كبيرة.