الشهادة في سبيل الله هي اسمى عطاء يجود به الإنسان المؤمن
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة تدشين الذكرى السنوية للشهيد 1443هـ.
الشهادة في سبيل الله “سبحانه وتعالى” هي عطاءٌ عظيمٌ، وهي فيما يتعلق بالعطاء هي أسمى عطاء يجود به الإنسان، فالإنسان قد يقدم المال، وقد يقدم الكثير من الأمور مما يستطيع أن يفعله، أو أن يساهم به في إطار الموقف الحق، في إطار الموقف الصحيح، في إطار تجسيد القيم الإنسانية والأخلاقية والإيمانية، في إطار المواقف التي هي رضا لله، والتي هي أيضاً تنسجم كل الانسجام مع الفطرة الإنسانية، ولكن أي عطاءٍ يقدمه الإنسان ويبذله الإنسان لا يصل أبداً إلى مرتبة العطاء بالنفس، الجود بالنفس، أن يهب الإنسان روحه وحياته هو أسمى عطاء وأعظم عطاء، وهذا ينطبق عليه أنه عطاءٌ في سبيل الله، عندما تتوفر فيه عدة عناصر أساسية، بدايتها من المنطلق الذي يتحرك الإنسان فيه وهو حاضرٌ لبذل روحه، لتقديم حياته، كيف يكون منطلقاً سليماً، صحيحاً، سامياً، عظيماً، راقياً، وأسمى نية، وأسمى هدف، وأعظم مقصد، هو عندما يكون ذلك من أجل الله “سبحانه وتعالى”، استجابةً لله “جلَّ شأنه”.
والله “سبحانه وتعالى” عندما يوجهنا ويأمرنا في القرآن الكريم إلى أن نقف المواقف التي قد نضحي فيها بحياتنا، ونبذل فيها أرواحنا، تحت عنوان الجهاد في سبيل الله، هو ليس بحاجةٍ منا إلى ذلك، ونحن عندما نفعل ذلك لا نقدم له شيئاً يحتاجه، أو نعينه في شيء، أو نقدم له شيئاً نعينه به، هو “سبحانه وتعالى” الغني الحميد، وهو المالك للنفس وللبشر، هو ملك الناس ومالكهم وربهم، ومالك السماوات والأرض، وهو رب العالمين، هو “سبحانه وتعالى” جعل لنا وسيلةً أساسيةً نحتاج إليها نحن في واقع حياتنا لدفع الشر عنا، لدفع الضر عنا، لدفع الأشرار والطغاة عن الهيمنة علينا، وعن السيطرة علينا، وعن الاستعباد لنا، وسيلةً لدفع الشر والأشرار، ودفع الطغيان والطغاة، ودفع الاستعباد والإذلال، وسيلةً للتصدي للمجرمين والأشرار.