نصرة القدس وعدنا وموعدنا. بقلم/ زيد الشُريف
| مقالات وكتابات | 27 رمضان 1443هـ الثقافة القرآنية:
نصرة القدس وعدنا وموعدنا
زيد الشُريف
من هناك من أرض المسجد الأقصى المبارك كانت بداية الصراع وكانت بداية الويلات والنكبات على هذه الأمة عندما تكالب البريطانيون والصهاينة على فلسطين ومقدساتها وشعبها المسلم، وعندما التزم الكثير من أبناء الأمة الصمت والحياد والبعض قرروا السير في طريق الخيانة والتآمر على فلسطين والأقصى خدمة للصهاينة كانت بداية السقوط نحو الهوان والذلة للجميع، ولكن من هناك ستكون بداية العودة إلى المجد والعزة والكرامة بتحرير القدس والمسجد الأقصى والانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني العربي المسلم، وهذا يتطلب عودة جهادية إيمانية عملية صادقة من كل الشرفاء الأعزاء من أبناء هذه الأمة لتصحيح المسار وتوحيد الصف والعمل على اتخاذ الموقف الضروري والمطلوب لنصرة الأقصى وتحرير القدس وكل الأراضي الفلسطينية من المحتل الغاصب العدو الصهيوني وهذا هو الذي سيضمن للأمة استعادة قوتها ومجدها وعزتها وحريتها واستقلالها من جديد.
القضية الفلسطينية التي تعرضت للكثير والكثير من المؤامرات وعانت كثيراً من الخذلان العربي والإسلامي، يجب اليوم أن تحظى بوقفة عربية إسلامية عملية جادة تساندها وتشد من أزرها وتدعمها وتضع حداً للغطرسة والطغيان والاحتلال الصهيوني والخذلان والمؤامرات الأعرابية، ومن خلال الصراع المستمر منذ عشرات السنين والأحداث والمتغيرات، هناك الكثير من الدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها والبناء عليها في تصحيح المسار وفق ما تفرضه المسؤولية الدينية لنصرة القضية الفلسطينية من خلال التوحد والتكاتف والتحرك العربي الإسلامي الجاد لدعم المقاومة الفلسطينية التي وصلت في مشوارها الجهادي التحرري في مواجهة العدو الصهيوني إلى مراحل متقدمة، والتعويل فقط هو على الشعوب وعلى محور المقاومة وقبل ذلك على الله تعالى الذي وعد في سورة الإسراء بوعد الآخرة بنصر الحق واهل الحق وتحرير المسجد الأقصى والقدس وكل فلسطين إن شاء الله وهذا يتطلب تحركاً جهادياً جماعياً من كل الأحرار المجاهدين من أبناء هذه الأمة.
وبات الأمر واضحاً ومعلوماً أن أغلب الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية لا تهتم ولا تبالي بالقضية الفلسطينية، بل إن الكثير منها لها مواقف مكشوفة أنها تتحرك ضد فلسطين وشعبها ومقدساتها، كما هو الحال بالنسبة للنظامين السعودي والإماراتي وكذلك النظام البحريني التي تطبّع مع الصهاينة وتتآمر على القضية الفلسطينية وهذا يعني أن الشعوب الإسلامية هي الأمل الوحيد لنصرة القدس والأقصى وفلسطين بشكل عام إذا ما تحركت بجد وصدق ومن منطلق إيماني، لأن بقاء الوضع كما هو عليه يعرّض الشعوب الإسلامية للمزيد من الهوان والشقاء، حيث يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمة الله وسلامه عليه- (الشعوب هي التي تتضرر، الشعوب هي التي تلحقها الذلة والإهانة، الشعوب هي الضحية، وما لم تتجه الشعوب نفسها إلى أن تهتم بقضيتها، وتتعرف على أعدائها، وتعرف الحل والمخرج من مشكلتها ومصيبتها فلا تتوقع أي شيء آخر من زعمائها أو من غيرهم).
ولهذا الشيء الوحيد والممكن والمتاح والضروري هو أن يتحرك المسلمون لنصرة القضية الفلسطينية بكل ما يستطيعون وأن لا يلتفتوا إلى الحكومات والأنظمة العميلة وأن يعتمدوا على الله وعلى أنفسهم وأن يجعلوا من يوم القدس العالمي محطة ومنطلقاً للعمل الجماعي الموحَّد لنصرة القضية الفلسطينية، وهناك اليوم أعمال ومواقف وتوجهات عظيمة وملموسة من محور المقاومة تعمل بشكل جدّي على نصرة القضية الفلسطينية ودعم ومساندة المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمة هذه الأعمال والمواقف المشرّفة موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذلك موقف حزب الله في لبنان وكذلك موقف انصار الله في اليمن وكذلك موقف الحشد الشعبي في العراق وكذلك موقف الجمهورية العربية السورية، وهذا يمنحنا الأمل الكبير في أن نصرة القضية الفلسطينية هي أولوية بالنسبة للكثير من مجاهدي وأحرار وشرفاء الأمة وبعون الله وتأييده سيتحقق وعد الآخرة قريباً وستتحرر وتنتصر فلسطين وشعبها ومقدساتها.