الإسلام الذي لا ينكر منكراً ولا يقيم معروفاً ولا يحق حقاً ولا يبطل باطلاً ليس الإسلام الصحيح
يوميات من هدي القران الكريم.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
لا عذر لجميع امام الله صـ 7.
الدين دين متكامل, دين مترابط، الله ذكر عن بني إسرائيل هكذا أنهم كانوا على ما نحن عليه: يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، والتوراة بين أظهرهم، والتوراة يقرؤونها ويطبعونها ويكتبونها، هل اليهودي كفر بشيء من التوراة بأنه ليس من التوراة؟ التوراة كلها هم مؤمنون بأنها كتاب الله، التوراة شأنها عندهم كالقرآن عندنا. عندما يقول الله عنهم بأنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض لا يعني بأنهم هذا الإصحاح أو هذه المقطوعة من التوراة يكفرون بها أي يلغونها وليست من كتاب الله يصفرون عليها ليس هكذا إنما لأنهم يتركون العمل به ويرفضون العمل والالتزام بأشياء في التوراة، الأمر الذي نحن عليه، نترك العمل بل نرفض.
واقع الرفض ليس فقط واقع من يجهل ثم إذا ما علم التزم وعمل، بل واقع الرفض الذي لا يريد أن يعمل .. هذا هو الكفر, هذا هو الكفر كما قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران: من الآية97) أي من رفض وهو مستطيع فلم يحج ورفض لم يهتم بالموضوع، ليس مستعداً أن يحج، كفر.
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة:67) يرفضون ولاية الإمام علي, يرفضون ما تبلغهم به ليسوا مستعدين أن يقبلوه، هذا هو كفر؛ لأن الكفر بكله إنما هو الرفض، لم يكن العربي كافراً بالله، ذلك الذي يعبد الصنم لم يكن كافراً بالله بمعنى أنه غير مؤمن بوجود الله كانوا مؤمنين بوجود الله والقرآن تحدث عنهم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (الزخرف: من الآية87) {مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (الزخرف:9) أليس هذا في القرآن؟.
لكنهم كانوا رافضين الإيمان بمحمد, الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى فسماهم كافرين .. الكفر هو الرفض، هو أن لا تجد في نفسك استعداد لأن تلتزم, وتعمل، هذا هو كفر.
وكما حكى عن بني إسرائيل أنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض هذا واقعنا نحن نلتزم بأجزاء من الدين وأجزاء أخرى لا نلتزم بها؛ لأننا لم نعرفها، أو لم نتعود عليها، أو لم نسمعها أو لأنها تبدوا: [والله أما هذه قد تكون مثيره، وقد تكون شاقه وقد تكون مخيفة]. نبحث عن السهل في الدين الذي لا يثير حتى ولا قِطّ علينا، الذي لا يُثِير أحداً علينا، ونريد أن نصل بهذا إلى الجنة، والله يقول عن من يبلِّغون دينه باعتبار أن في دينه ما قد يثير الآخرين ضدك، في دينه ما قد يخشى الكثير من الناس أن يبلغوه ويتكلموا عنه: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ} (الأحزاب: من الآية39).
ماذا تعني هذه الآية؟ أن في رسالات الله، أن في دين الله ما يثير الآخرين، وما قد يجعل كثيراً من الناس يخشون أن يبلغوه. لماذا؟ لو كان الدين كله على هذا النمط الذي نحن عليه ليس مما يثير لما قال عن من يبلغون رسالاته أنهم يخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله.
فهذا يدل على أن هناك في دينه ما يكون تبليغه مما يثير الآخرين ضدك، مما قد يُدخلك في مواجهة مع الآخرين. مَن هم الآخرون؟ أهل الباطل أهل الكفر أهل النفاق يهود أو نصارى أو كيف ما كانوا، هؤلاء هم من قد يواجهونك.
ولأن في دين الله، وهذه هي قيمة الدين، هي عظمة الدين، لو كان الدين على هذا النحو الذي نحن عليه لما كان له قيمة؛ لأنه دين لا أثر له في الحياة، ولا يحق حقاً ولا يبطل باطلاً، دين ليس له موقف من الباطل، أليس هذا هو ديننا الذي نحن عليه، أو الجزء من الدين الذي نحن عليه؟ لو كان الإسلام على هذا النحو الذي نحن عليه لما كانت له قيمة، ولما كان له ذوق ولا طعم؛ لأنه إسلام لا ينكر منكراً ولا يعرف معروفاً ولا يحق حقاً ولا يبطل باطلاً ولا يواجه مبطلاً, ولا يواجه كافراً, ولا يواجه منافقاً, ولا يواجه مفسداً، إسلام لا يبذل صاحبه من أجل الله ديناراً واحداً
عندما ترى نفسك أنه لا ينطلق منك مواقف تثير أهل الباطل, ولا تثير أهل الكفر, ولا تثير المنافقين, أنك لست على شيء، وإذا كنت ترى أنك على الإسلام كله فأنت تكذب على نفسك, وتكذب على دينك