ملحمة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام .. نتائج وثمار بمستوى التضحية
بصائر من نور القيادة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
كلمة في ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 10 محرم 1441 هـ.
ملحمة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام .. نتائج وثمار بمستوى التضحية
قربان هذه التضحية إلى الله تعالى هو سيِّد شباب أهل الجنة، وأهل بيته، والصفوة الأخيار من الأمة، الذين نالوا شرف الشهادة معه في ملحمة عاشوراء، في ميدان كربلاء؛ لأنها القضية العادلة التي لا ترقى إلى مستوى عدالتها بعدها قضية، والموقف الحق الذي لا يشوبه مثقال ذرةٍ من الباطل، والمظلومية التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية، فكان أن تحقق بها من النتائج الكبرى- ويتحقق في مستقبل الأمة على امتداده- ما يليق بمستواها العظيم كملحمةٍ تاريخية مبدئيةٍ إيمانية عظيمة التأثير، وممتدة التأثير.
وهذه بعضٌ من نتائجها:
أولاً: هزَّت الضمائر الميتة في نفوس الكثير من أبناء الأمة، وأحيتها بعد الموات، وأيقظت الكثير من سبات غفلتهم.
ثانياً: سرَّعت من تقويض سلطة يزيد وآل أبي سفيان، وكانت سبباً لعقوبته العاجلة، وهلاكه وهو في ريعان شبابه وفي بداية سلطته، وأنهت أحلامه وآماله المشؤومة في التمتع بالسلطة ومحاربة الإسلام لأمدٍ طويل.
ثالثاً: صنعت الوعي، ورسمت الموقف الحق، وحددت المسار الصحيح لكل أجيال الأمة.
رابعاً: حفظت لنا الإسلام بأصالته ومنهجه الحق، وكشفت وفضحت الزيف والضلال.
خامساً: قدَّمت النموذج والقدوة بالفعل في الثبات على الحق، والصمود في مواجهة الطغيان، والتفاني والاستبسال في سبيل الله تعالى، وفي قوة العزم والإرادة، وفي الصدق والصبر والوفاء، ومن أقسى الظروف وفي أصعب الأحوال، وهي بذلك محطةٌ تعبويةٌ عظيمة، تمنح الأمة الطاقة المعنوية الهائلة، والقوة الإيمانية لمواجهة التحديات مهما كبُرت، والأخطار مهما عظُمت، وتحمّل التضحيات مهما بلغت.