الإمام زيد عليه السلام شق حالة الصمت والجمود في الزمن الصعب ليستنهض الأمة
بصائر من نور القيادة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
كلمة في ذكرى استشهاد الأمام زيد لعام 1434هجرية.
من واقعنا من ظروفنا ونحن نعيش كل التحديات ونرى كل المساوئ كل الظلم كل الطغيان نعود إلى الإمام زيد عليه السلام الذي تحرك رغم سكوت الآخرين شق حالة الصمت وحالة الجمود وحالة الإذعان والاستسلام وتحرك في وسط جمهور الأمة ليستنهض الأمة من جديد مذكرًا لها بكتاب الله سبحانه وتعالى وبالمبادئ العظيمة يتحرك لتغيير ذلك الواقع الذي ملئه الظالمون بظلمهم والمفسدون بفسادهم وأفسدوا فيه واقع الأمة على كل المسارات وفي كل الاتجاهات وفي كل المجالات .
تحرك الإمام زيد عليه السلام يحمل مشروع التغيير ويقف في وجه السلطان الجائر صادعًا بكلمة الحق يحمل عزيمة الإيمان وصلابة الإيمان وثبات الإيمان وبدأ يتحرك على كل المسارات ذهب إلى العاصمة الأموية إلى هشام مذكرًا ودخل إليه مذكرًا له كما دخل موسى على فرعون مذكرًا وموعظًا وساعيًا للتغيير وقال لهشام : (يا هشام اتق الله) . اتق الله مذكرًا له فيما هو عليه من ظلم وفساد وطغيان وإجرام فكان أن قابل هذا النصح وهذا التذكير وهذا المسعى للتغيير كان أن قابله بطغيان وبإجرام. النفسية والعقلية التي يحملها كل الطغاة في كل عصر وفي كل زمن فلا يستجيبون لنصح ولايتقبلون تذكيرًا ولا يتفاهمون مع أي مسعى لتصحيح سياساتهم وتوجهاتهم وتغيير ما يعملونه من سلوكيات ومظالم وجرائم بحق الأمة بالعقلية التي حملها كل طاغية وكل مجرم عقلية الاستكبار النفسية المغرورة المتكبرة التي لا تبالي بالأمة ولا تعطي قدرًا للإنسان ولا اعتبارًا للناس قال له: أومثلك يوصيني بتقوى الله ؟! قال له الإمام زيد عليه السلام : (ليس أحدٌ من عباد الله دون أن يوصي بتقوى الله ولا فوق أن يوصى بتقوى الله). تقوى الله هي أمر الله ووصيته لكل عباده ليس هناك أحد في مرتبة لا تنتقد جرائمه ولا ينصح ولا يوجه ولا يذكر بتقوى الله سبحانه وتعالى حتى النبيين الله أوصى نبيه وأمره بالتقوى وقال له { يا أيها النبي اتق الله } لكنها نفسية الطغاة توجهاتهم حالة الاستكبار والغرور والطغيان التي يتعاملون بها مع الأمة وينظرون بها إلى الواقع من حولهم فلا ينفع فيهم النصح ولا يجدي فيهم التذكير وحينها يتجه الناس إلى الوسيلة النافعة المفيدة فيما إذا كان لم ينفع فيهم نصح لم يجدي فيهم تذكير لم يرعوا عن طغيانهم ولا عن إجرامهم يبقى هناك التحرك الصحيح تحرك الأمة بجد بثورة حقيقية لفرض حالة التغيير فرضًا ومواجهة الظلم والطغيان والعمل على إزالته ولو كان الثمن هو التضحيات فذلك أمرٌ عظيمٌ يستحق التضحية.
الإمام زيد عليه السلام في ذلك الواقع المتردي وهو يقيم واقع الأمة في ظل حكومة جائرة ظالمة مستبدةٍ تقيم أمرها على الطغيان ولا تقيمه لا على أساس من العدل ولا على أساس من الحق ولا على أساس من الخير وليس لديها مشروع لبناء الأمة ولا لإصلاح واقع الأمة ولا لإقامة الدين ولا لصلاح الدنيا ، الإمام زيد عليه السلام في ذلك الواقع المتردي الذي ضاع فيه لدى تلك الحكومة الجائرة الظالمة الدولة الأموية المستبدة التي لم يبقَ لديها أي قيم ولا أخلاق ولا انتماء حقيقي للإسلام حتى الإسلام حتى رموزه حتى مقدساته لم يبقَ لديها أي قيمة لدى تلك الحكومة الجائرة .