التقوى وسيلة من وسائل تحقيق النصر والوصول الى الفرج
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي .
محاضرة بعنوان (التقوى) 4 رمضان 1433هـ.
الله سبحانه وتعالى يعد هذا الوعد والله لا يخلف وعده {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً} حتى عند الشدائد ما قد يواجهك من المشاق, ما قد تواجهه من عناء من مؤامرات, من مكائد, من ضيق في كثير من الأمور نتيجة التزامك للتقوى يتدخل الله سبحانه وتعالى, هو يكون معك فيجعل لك مخرجاً من كل ضيق, وعند كل كرب, وأمام كل شدة, ثم هو الرزاق ذو القوة المتين, بيده كل الخير, وهو الغني الحميد يرزقك, قد تواجه الضيق والشدائد ولكنها تكون مرحلة عابرة إذا التزمت التقوى, تُمحَّص فيها, تخضع فيها للاختبار من الله سبحانه وتعالى, هل ستثبت؟ هل ستلتزم حالة التقوى؟ أم أن أطماعك أو ميولك أو رغباتك أو شهواتك ستدفعك باتجاه آخر فلا تلتزم حالة التقوى, تميل إلى باطل, أو تعتمد وسيلة محرمة للوصول إلى ما تطمح إليه من مكاسب مادية أو معنوية {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}(الطلاق: من الآية3), يقول سبحانه وتعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}(الطلاق: من الآية4) وهذا شيء مهم, هذا بعض من عطاء الله سبحانه وتعالى لمن يلتزم التقوى, حينما تعيش العسر هو مرحلة بالنسبة لك وقد يكون ظرفاً تمر به, لكن التزامك بالتقوى معناه أن يجعل الله لك من ذلك العسر مخرجاً فيبدله بيسر {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{6}}(الشرح) واليسر هذا في واقع حياتك, واليسر هذا هو عون لك حتى في أداء واجباتك التي عندما تكون ملتزماً لحالة التقوى تتعود عليها ويمنحك الله العون عليها فتصبح ميسَّرة, يزول العسر فيكون قيامك بمسئولياتك أمراً يسَّره الله فأصبح سهلاً, وزالت عنه مرارة المشاق والعناء الكبير, فأصبحْتَ, أصبح بالنسبة لك شيئاً تستحليه ترتاح به تنعم به.
ومن المكاسب المهمة للتقوى ما حكاه الله سبحانه وتعالى في قوله وهو يخاطب عباده المؤمنين: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}(الأنفال: من الآية29) يجعل لكم فرقاناً, يمنحكم نوراً في قلوبكم وبصيرة عالية فتفرقون بين الأمور, تميزون بين الحق من الباطل, لا يمكن أن تكونوا عرضة لأن يضلكم المضلون, لا يمكن أن تكونوا عرضة لأن تُخدعوا, لديكم من نور الله ما تفرقون به بين الحق والباطل, بين الخطأ والصواب, بين الحكمة وبين الغباء, فتكونوا أهل حكمة وأهل نورانية, ترون الأمور على حقيقتها, وترون الواقع على حقيقته, فتتخذون القرارات الصحيحة, وتتبنون المواقف الحكيمة, ولا يخدعكم, لا يخدعكم أهل الضلال وأهل الباطل مهما كانت إمكانياتهم ووسائلهم وأساليبهم التي يعتمدون عليها في خداع الناس, مهما كان لديهم من إمكانيات وقدرات على التضليل والتزييف والخداع وقلب الحقائق وتشويه الحقائق لن يتمكنوا أبداً من تضليلكم ولن يستطيعوا أبداً أن يخدعوكم, فأنتم متنورون بنور الله.