الاستعداد للتضحية في سبيل الله هو أكبر دليل على مصداقية الإنسان في انتمائه الإيماني
بصائر من نور القيادة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
كلمة في ختام فعاليات الذكرى السنوية للشهيد 19 جماد اول 1442هـ.
أرقى تعبير، وأكبر دلالة على مصداقية الإنسان في انتمائه، في انتمائك الإيماني، في انتمائك الأخلاقي، في انتمائك إلى المبادئ الإلهية، عندما تصل إلى مستوى الاستعداد للتضحية في سبيل الله، ثم إلى مستوى أن تتوفق لنيل ذلك، فتضحي في سبيل الله “سبحانه وتعالى”، ما قبل التضحية هو الاستعداد النفسي، هو القرار الذي يتخذه الإنسان، هو التصميم والعزم وقوة الإرادة التي تجعل الإنسان ينطلق وهو حاضر في أي لحظة، في أي ظرف، في أي موقف، في أن يبذل حياته في سبيل الله، في مثل هذا الظرف أنت ستكون الإنسان الذي ينال التوفيق من الله “سبحانه وتعالى” بالثبات على مبادئك، على قيمك، على منهجك العظيم، على موقفك الحق، في تمسكك بقضيتك العادلة فلا تفرط، وأكبر ما يمكن أن يصل بك إلى مستوى الثبات مهما اختلفت الظروف، مهما كان حجم الأخطار، مهما كان مستوى التحديات: هو هذه التربية الإيمانية على حب الشهادة، وعلى الاستعداد للشهادة، ستكون أنت الذي يثبت يوم يتراجع الآخرون ممن يخافون، ممن يتنصلون عن المسؤولية ويتهربون من التضحية، ممن يروِّعهم العدو بجبروته وسطوته، ويمكن حتى أن يستعبدهم بسبب ذلك، فتكون أنت ذلك الثابت الذي لا يتزحزح ولا يتراجع مهما كان حجم المخاوف والأخطار والتحديات، الثابت في كل الظروف وفي كل المراحل، وتكون رجل المسؤولية، الذي يتحلى بالمسؤولية حتى في الظروف التي يتنصل عنها الكثير، عندك استعداد لأن تعمل ما يجب عمله، أن تفعل ما يجب فعله، أن تتحرك حيث يجب أن تتحرك مهما كانت الظروف، لم تعد مكبلاً ولا مقيداً بقيود الخوف والمذلة والرعب، تحررت، تحررت.