انتصارا لقدسية القران الكريم ندوة ووقفة علمائية وشعبية في الجامع الكبير بصنعاء
| أخبار محلية | 5 محرم 1445هـ الثقافة القرآنية: عُقدت بالجامع الكبير في صنعاء، اليوم الأحد، ندوة بعنوان (الهجرة النبوية ومسؤولية المسلمين تجاه إساءات الغرب المتكررة للقرآن الكريم)، نظمتها رابطة علماء اليمن والجمعية العلمية للجامع الكبير.
وفي افتتاح الندوة جدد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين إدانته لسماح سلطات السويد لمتطرفين بتكرار حرق نسخ من المصحف الشريف.
واعتبر العلامة شرف الدين الاعتداء على المصحف الشريف والمقدسات الإسلامية، استفزازاً لمشاعر المسلمين في أنحاء المعمورة، مندداً بالصمت العربي والإسلامي إزاء ذلك والاكتفاء بالشجب وعدم تسجيل أي موقف صادق يردع من يتطاول على القرآن الكريم.
ولفت إلى أن الشعب اليمني وقيادته سجلوا موقفاً رسمياً وشعبياً مشرفاً ومتقدماً باتخاذ عدد من الخطوات، ومنها مقاطعة البضائع والمنتجات السويدية ومنع دخولها، منوهاّ في الوقت ذاته بالخطوة المتقدمة للشعب العراقي الشقيق في طرد السفير السويدي من بلادها غيرة على القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية.
وأفاد العلامة شرف الدين بأن ضعف الأمة وتمزقها، جعل الأعداء يتجرؤون على إحراق نسخ من القرآن الكريم والإساءة للرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام واستفزاز مشاعر المسلمين، محملاً حكام وولاة الأمر المسؤولية إزاء ما تتعرض له الأمة ومقدساتها من اعتداء.
وأوضح مفتي الديار اليمنية، أن مواقف الشعوب والدول، ممن يسيئون للإسلام ومقدساته، تكشف مدى الارتباط بالله عز وجل وكتابه الكريم وإتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، مشدداً على ضرورة الأخذ بأسباب وعوامل القوة في ردع الطغاة والظالمين من خلال توحيد كلمة الأمة ولم شملها وجمع صفها لمواجهة الماسونية والصهيونية العالمية.
وناقشت الندوة ثلاثة محاور، إذ تناول مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، في المحور الأول دلالات الهجرة النبوية الشريفة، ومعانيها العميقة والوقوف أمام حدثٍ مؤلم وجريمة مزعجة تعمّد الأعداء تكرار الإساءة للمسلمين واستفزازهم بحرق المصحف الشريف ونشر رسوم مسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وغيرها.
واعتبر جريمة حرق المصحف الشريف، والاعتداء على المقدسات الدينية واحدة من الجرائم التي ارتكبها وما يزال الأعداء بحق الأمة الإسلامية والحرمات التي عظّم الله شأنها، مؤكداً أن مرتكبي هذه الجريمة، تحركهم المخابرات الصهيونية لإثارة الفتنة وزرع الحقد والكراهية والضغائن بين الشعوب من مختلف الفئات والأطياف والمذاهب والجنسيات.
وتساءل العلامة مفتاح: “ما الفائدة التي ستعود على السلطات السويدية من حرق المصحف الشريف، وتكرار الإساءة لارتكاب هذه الجريمة، سوى استفزاز مشاعر المسلمين في أنحاء العالم، ونشر الكراهية”، مشدداً على ضرورة تكثيف اللقاءات والفعاليات الكفيلة بتوعية أبناء الأمة بما يتعرض له القرآن الكريم والمقدسات الدينية من إساءة وتدنيس.
بدوره أوضح الوكيل المساعد لوزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة محمد عزالدين الحميري في المحور الثاني، أن مقتضيات العبودية لله عز وجل، تحمل المسؤولية في مقاومة الطغاة والظالمين، وهو ما برز بمكة في واقع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وأصحابه.
ودعا العلماء والدعاة والمثقفين إلى أن يكون لهم موقفاً واضحاً من الأعداء الذين يستهدفون الأمة في أعظم مقدساتها وهو القرآن الكريم والخروج من حالة الصمت والحياد الذي يعيش فيه الكثير، متسائلاً “إن لم يكن لأبناء الأمة موقفاً أمام هذا الحدث فمتى سيكون؟”.
وحث الحميري إلى السعي لإصلاح ذات البين واجتماع الكلمة في الحق والخير حتى تظهر الأمة بمظهر القوة والعزة، لافتاً إلى أن الاختلاف والفرقة، يضعف الأمة ويجعل الأعداء يتجرؤون عليها.
وشدد على ضرورة أن تختفي كل الانتماءات المذهبية والطائفية وغيرها والانتماء للإسلام، مشيراً إلى أن القرآن الكريم يجمع الأمة اليوم أكثر مما يفرقها.
من جانبه، استهجن عضو الرابطة العلامة عبدالله حسن أبوطالب في المحور الثالث، استمرار الغرب في الإساءة للأمة ومقدساتها والاعتداء على القرآن الكريم بحرقه وتدنيسه.
وذكر أن جريمة إحراق المصحف الشريف في السويد والدنمارك ليس بغريب، فقد سبق للسعودية والإمارات أن اعتدت على آلاف المصاحف ودمرت المساجد وبيوت الله بطيرانها ليلاً ونهاراً.
وأكد العلامة أبو طالب، أن إحراق وتمزيق المصحف الشريف، لا يحط من قدره وعظمته مثقال ذرة، بقدر ما يزداد سطوعاً وتكريماً ونوراً وإشراقاً على الأمة.
عقب الندوة، نظمت رابطة علماء اليمن في صوح الجامع الكبير بصنعاء وقفة احتجاجية للتنديد بتكرار إحراق المصحف الشريف من قبل متطرفين في السويد.
وأكد بيان صادر عن الوقفة تلاه الأمين العام المساعد للرابطة العلامة خالد موسى، الرفض القاطع لاستهداف السويد للقرآن الكريم وحرق نسخ منه، داعياً كل الشعوب والحكومات الإسلامية إلى مقاطعة دولة السويد اقتصادياً وسياسياً وتجريم أي تعامل مع هذه الدولة المعادية للإسلام والمسلمين.
واعتبر البيان، حرق نسخ من المصحف الشريف، جريمة كبرى بحق الإسلام والمسلمين، والحياد في هذه الحالة تشجع العدو على استمرار انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية، داعياً الحكومات العربية والإسلامية إلى الخروج عن صمتها وإعلان مواقفها إزاء جريمة الاعتداء على المصحف الشريف والإساءة لمقدسات المسلمين.