القرآن الكريم يقدم لنا الرؤية الشاملة للعمل المثمر في كل المجالات
بصائر من نور القيادة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
كلمة في ذكرى استشهاد الشهيد القائد 26 رجب 1444هـ.
القرآن الكريم هو الذي يقدم لنا الرؤية المتكاملة الصحيحة تجاه كل المجالات: كيف نتحرك على المستوى السياسي، على المستوى الثقافي، على المستوى الاقتصادي… في كل مجالات الحياة، أمام هجمة الأعداء واستهدافهم لنا في كل المجالات، رؤيته متكاملة، لا يقدم فقط اهتماماً بجانبٍ واحد.
القرآن الكريم يحصِّن وضعنا الداخلي، وأهم ما يعتمد عليه الأعداء في استهدافنا، هو: اختراقنا من الداخل، تسعون بالمائة من مخططات الأعداء ومؤامراتهم علينا كأمةٍ إسلامية، هي تعتمد على تقبلنا واستجابتنا وتهيئة واقعنا لتقبل ما يأتي منهم، تسعون بالمائة من مخططاتهم ومؤامراتهم، وهذا هو ما نبَّه عليه القرآن الكريم، فيأتي القرآن ليحذر من الولاء لهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة: الآية51]؛ لأن الكثير من مخططاتهم ومؤامراتهم هي تنجح في داخل الأمة، وتتحرك في واقع الأمة، وتصل إلى داخل الأمة من خلال التولي لهم، والتقبل لما يأتي منهم، وأيضاً بالطاعة لهم، الله يقول في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران: الآية100]، والآن أكبر مشكلة تعاني منها الأمة هي من جهة مَنْ؟ من المطيعين والموالين لأمريكا وإسرائيل، أصبحوا هم أداة بيد أمريكا، وبيد إسرائيل، ينفِّذون مخططاتها في داخل الأمة، يقتلون، يدمِّرون، ينشرون الفتن، يتحركون في كل المجالات، هم أبواق على المستوى الإعلامي والثقافي والفكري، وأقلام لخدمة أمريكا وإسرائيل، لخدمة اليهود، هم السلاح الذي يقتل، المتجند الذي يحارب، وهم الذي يحاصر، وهم الذي يقدم المال على المستوى المادي والمالي، وهم الذين يتحركون لإقلاق الأمن في بلدان أمتنا، ونشر الفتن، وسفك الدماء، وإزهاق الأرواح، هم أصبحوا أداة، مشكلة كبيرة، الذين أطاعوا الأعداء بعد أن حذَّر الله من طاعتهم، والذين يوالونهم بعد أن حرَّم الله موالاتهم، والآن أصبحت الموالاة لهم عنوان، تحت عنوان التطبيع، عنوان التحالف… عناوين أخرى.