السيد نصر الله: ميدان المعركة هو الذي يفعل ويتكلم ونتطلع إلى أفق تنتصر فيه فلسطين
| أخبار فلسطين | 27 ربيع الثاني 1445هـ الثقافة القرآنية: أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن المعركة اليوم مختلفة، وأن سياسة المقاومة في المعركة الحالية هي أن الميدان هو الذي يفعل وهو الذي يتكلم، مشدداً بأنه في جبهة لبنان يجب أن تبقى العيون على الميدان وليس على الكلمات.
وفي كلمة للسيد نصر الله اليوم السبت، بمناسبة يوم شهيد حزب الله، قال السيد نصر الله: “الوحشية الإسرائيلية في قطاع غزة لم تتراجع بل تزداد يومًا بعد يوم، وهي تعبير عن روح الانتقام الصهيوني المتوحش الذي لا حدود له”.
وأوضح أن أحد الأهداف الأساسية التي يريدها العدو من حجم الجرائم المهول هو إخضاع الشعب الفلسطيني واللبناني وكل شعوب المنطقة، والقول أن كلفة المقاومة غالية جدًا، ودفعهم للاستسلام.
وأكد أن العدو لن ينجح في إخضاع الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة عبر المجازر، لافتاً أن هذا الإجرام مستمر منذ 75 سنة وكانت النتيجة مزيدًا من المقاومة والإرادة، حيث أثبت خيار المقاومة طيلة 75 عامًا أنه الخيار الذي يحقق النصر ويحمي الكرامة مهما كانت التضحيات.
وأضاف: أن “الحقيقة الهمجية الوحشية للعدو تتضح اليوم أكثر لشعوب العالم وحكام العالم الذين عملوا لسنوات في الإعلام العربي والعالمي على تلميع صورته”، موضحاً بالقول: “اليوم انكشف زيف الادعاءات الإسرائيلية التي تدافع عن الأطفال وهي تقتل آلاف الأطفال والنساء وهناك تحول في الرأي العام العالمي”.
وأشار السيد نصر الله إلى أن الوقت يضغط على كيان العدو ومن يحميه، وأنه لم يعد أحد في العالم يدعم استمرار القتل إلا الإدارة الأمريكية والتابع الإنكليزي الصغير، لافتاً بأن “الذي يستطيع أن يوقف العدوان هو من يديره أي أمريكا، أما في كيان العدو فهناك مجموعة من الحمقى الذين يفكرون بمصيرهم الشخصي”.
وتابع: “الفلسطينيون يطالبون القمة العربية الإسلامية بالحد الأدنى وهو الوقوف وقفة رجل واحد لمطالبة الأمريكيين بحق أن يوقفوا الحرب وأن يتوعدهم بإجراءات”، متسائلاً: “ألا تستطيع 57 دولة عربية وإسلامية أن تفتح المعبر على غزة لإدخال المساعدات والدواء والماء والوقود وتستنقذ الجرحى؟”.
ميدان غزة.. الرهان الحقيقي
وتحدث السيد نصر الله عن جبهة غزة، قائلاً: إن “القتال في غزة يجري في ظروف قاسية جدًا وعبء نفسي كبير فعوائل المجاهدين تقتل وبيوتهم تقصف، إلا أنهم يقاتلون بقوة وشموخ”.
ولفت إلى أنه عندما تزج “إسرائيل” بأقوى ألوية النخبة في قتال غزة، “فهذا دليل عجز وهي فشلت في تقديم صورة النصر”.
وأكد السيد نصر الله أن ميدان غزة المبهر والأسطوري هو الحاسم اليوم لدرجة كبيرة في مسار الأمور، مشدداً بأن الرهان الحقيقي هو على الميدان.
وبيَّن أن الضفة الغربية تتقدم إلى مزيد من المواجهة والاشتعال، وأن كيان العدو يقول إن الوضع هناك قد يضطرهم إلى سحب قوات من الجنوب والشمال لمواجهة ما يخشونه في الضفة.
جبهة اليمن.. موقف قوي ونتائج مهمة
وتطرق السيد نصر الله إلى مشاركة اليمن في معركة طوفان الأقصى، من خلال إطلاق دفعات من الصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، معلقاً على ذلك بأنه موقف جريء وقوي ومعلن ورسمي، وله آثار مهمة جدًا.
واعتبر أن من أهم نتائج الموقف الاستثنائي لليمن، أنه أعطى دعمًا معنويًا كبيرًا جدا للمقاومين الفلسطينيين الذين يطلبون هذا الدعم.
وأوضح السيد نصر الله أن التهديد اليمني ألزم العدو الإسرائيلي في تحويل جزء من دفاعاته الجوية من شمال فلسطين وجنوبها إلى إيلات.
ولفت إلى أن التهديد اليمني جعل منطقة إيلات غير آمنة، وأن هذا يعني المزيد من النزوح الإسرائيلي لنازحي غلاف غزة، ويزيد الضغط على العدو.
وثمَّن السيد نصر الله دور اليمن في المعركة، قائلاً إنها “خطوات كبيرة ومباركة ومشكورة جدًا، على الرغم من التهديدات التي وجهت لهم قبل العمل وبعده وضمنها إعادة الحرب الامريكية عليهم”، منوها بأن التدخل العسكري اليمني يصاحبه حضور شعبي لا مثيل له في العالم نصرة لقطاع غزة.
جبهة العراق.. إقدام وشجاعة
السيد نصر الله، أكد أن استهداف قواعد الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا، انطلق من فكرة التضامن مع غزة مع بداية المعركة خصوصًا في العراق.
وأوضح أن العمليات في العراق، تخدم فكرة تحرير العراق وسوريا من بقية قواعد الاحتلال الأمريكي، لكن الحيثية الأساسية التي انطلقت منها هي التضامن مع غزة.
وأشار السيد نصر الله إلى أن ما تقوم به المقاومة العراقية يعبر عن إقدام وشجاعة عالية، فهم يقاتلون الأمريكيون الذين دخلت أساطيلهم إلى المنطقة، وأن رجال المقاومة العراقية الشجعان يتحدون القوات المسلحة الأمريكية بالنار.
وكشف بأن الأمريكيين يضغطون على الإخوة في العراق وعلى لبنان، وأنهم لم يتركوا قناة غربية وعربية ولبنانية لإيصال التهديدات إلا وفعلوا، لافتاً بأن التهديد الأمريكي لم يوقف عمليات المقاومة في العراق ولا في اليمن ولا في لبنان.
وشدد السيد نصر الله بأنه إذا أراد الأمريكيون إيقاف العمليات عليهم في العراق وسوريا، فعليهم إيقاف الحرب على غزة، وأن هذا هو الطريق الوحيد لوقف العمليات.
سوريا تحتضن المقاومين
وعن الدور السوري في معركة طوفان الأقصى، قال السيد نصر الله: إن “سوريا وبالرغم من ظروفها الصعبة تحتضن المقاومين وتتحمل تبعات هذا الموقف”.
وأكد أن الطائرة المسيرة التي وصلت إلى إيلات قبل أيام سجلت إنجازًا كبيرًا، موضحاً بقوله: “العدو وقع في حالة من الضياع في تحديد المصدر فقام بقصف إحدى تشكيلاتنا في سوريا وارتقى لنا عدد من الشهداء”.
وأضاف: “لا أظن أن هناك أحد يطالب سوريا كدولة وشعب بتقديم أكثر مما تقدمه وهي التي تخرج من حرب كونية وتقاتل داعش بحماية أمريكية”، منوهاً بأنه رغم كل الجراح في سوريا فهي لا زالت في موقعها الصامد والحاضن للمقاومة.
إيران.. دعم سياسي ومادي وعسكري
وتناول السيد نصر الله دور الجمهورية الإسلامية، قائلاً: “موقف إيران الراسخ والمستمر سياسيًا وماديًا وعسكريًا للمقاومة الفلسطينية لم يعد خفيًا على أحد وهو معروف للجميع”.
ولفت أنه “إذا كان هناك قوة من مقاومة للبنان وفلسطين والمنطقة، فالدعم العسكري والمالي بالدرجة الأولى هو من إيران”.
وأوضح السيد نصر الله أن الإيرانيين لم يبخلوا بالمال والسلاح والتدريب والجهد لحركات المقاومة في المنطقة، ولا زالت إيران مستمرة رغم كل التهديدات، مؤكداً أن إيران لا تبدل موقفها من دعم المقاومة، وهي ستبقى دائمًا وأبدًا في موقع الحامي والمساند للمقاومة.
جبهة لبنان.. الكشف عن دور المُسيَّرات الاستطلاعية
وفيما يخص جبهة لبنان، قال السيد نصر الله: “في جبهة لبنان العمليات مستمرة منذ 8 تشرين الأول وحتى اليوم”، مضيفاً: أنه “رغم كل الإجراءات الوقائية استمرت عملياتنا في الجبهة ورغم الحضور الدائم للمسيّرات الإسرائيلية المسلحة التي شكلت عاملاً جديداً في المواجهة”.
وتابع: “أي خطوة إلى الأمام في جبهة لبنان هي بمثابة عمل استشهادي، وهذا يعبّر من خلال حجم العمليات اليومية عن مدى شجاعة وصلابة المجاهدين الاستشهاديين”.
وذكر أنه في الأسبوع الماضي حصل ارتقاء كمي من ناحية عدد العمليات، وعلى مستوى نوع السلاح المستخدم، حيث استخدمت المقاومة الإسلامية للمرة الأولى الطائرات المسيرة الانقضاضية.
وأوضح السيد نصر الله أن الصواريخ التي دخلت الخدمة في الأيام الماضية على جبهة لبنان، هي صواريخ بركان التي تزن 300 كغ إلى نصف طن، مضيفاً: أن استخدام صواريخ الكاتيوشا كان للمرة الأولى في هذه المواجهة في الرد على الجريمة الوحشية في عيناتا والاعتداء على إقليم التفاح.
وأشار إلى أن المُسيَّرات والكاتيوشا كانت في مناطق أعمق داخل الأراضي المحتلة، وأن هذا استلزمته طبيعة المعركة فيما يرتبط بغزة والتصعيد في الجنوب، مؤكداً أن أكثر من 350 إصابة من الجنود والمستوطنين وصلت إلى مستشفى واحد في الجليل شمال فلسطين المحتلة.
وكشف السيد نصر الله عن قيام المقاومة الإسلامية بإدخال الطائرات المسيَّرة الاستطلاعية بشكل يومي إلى شمال فلسطين المحتلة، وأن بعضها يصل إلى حيفا وعكا وصفد ويجتاز الشمال أحيانًا، ضمن مهام رصد خاصة بالمعركة.
واعتبر أن شهدته الأيام الماضية من موجة تهديدات إسرائيلية جديدة باتجاه لبنان، هو بسبب الارتقاء الكمي والنوعي في هذه الجبهة، مؤكداً أن المسار العام في جبهة جنوب لبنان مستمر وستبقى جبهة ضاغطة.
وأشاد السيد نصر الله بالمجاهدين الأبطال والبيئة الحاضنة التي تتحمل المواجهة في الجبهة اللبنانية وعبء التهجير والخسائر المادية، مثمناً الموقف السياسي والشعبي اللبناني العام، كونه موقف داعم ومشكور ويجعل من هذه الجبهة فاعلة ومؤثرة.
الميدان هو الذي يفعل وهو الذي يتكلم
إلى ذلك، نبه السيد النصر بأن “المعركة اليوم مختلفة ولست أنا من يعلن عن الخطوات، فسياستنا في المعركة الحالية هي أن الميدان هو الذي يفعل وهو الذي يتكلم”، مشدداً بأنه في جبهة لبنان يجب أن تبقى العيون على الميدان وليس على الكلمات.
وأضاف: “نحن في معركة الصمود والصبر وتراكم الإنجازات وجمع النقاط ومعركة الوقت الذي هو حاجة للمقاومة وشعوبها ويساعد في إلحاق الهزيمة بالطغاة”، لافتاً إلى أن كل العوامل داخل الكيان وخارجه ستضغط على قيادته، والضغط يجب أن يتواصل، والصبر والصمود يجب أن يتواصل.
واختتم السيد حسن نصر الله كلمته، بقوله: “نحن نتطلع إلى أفق تنتصر فيه فلسطين ويفشل فيه العدو عن تحقيق أي هدف من أهدافه”، مؤكداً أن “النصر آتٍ إن شاء الله وأجيالنا هي التي ستشهد تحرير القدس والصلاة في المسجد الأقصى”.