الذكرى السنوية للشهيد تحيي في مشاعرنا قداسة القضية وعظمة التضحية
بصائر من نور القيادة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
كلمة في الذكرى السنوية للشهيد 1432هـ.
أيها الإخوة الأعزاء نعيش هذه الأيام مناسبة عزيزة, فعاليات الذكرى السنوية للشهيد, وهذه المناسبة الهامة – أيها الإخوة الأعزاء – تحيي في مشاعرنا قداسة القضية التي نضحي من أجلها, وعظمة المسيرة التي ننتمي إليها, وأهمية المسؤولية التي نتحملها كمؤمنين, كما أن هذه المناسبة بكل فعالياتها تجاه الشهداء وأسرهم هي تذكير بواجبنا جميعاً تجاه الشهداء وتجاه أسرهم, وهي قليل من كثير من عظيم حقهم, وما يجب علينا تجاههم.
وهذه المناسبة وهذه الذكرى هي أيضاً لإحياء روح الجهاد والاستشهاد في مشاعرنا وقلوبنا وأنفسنا جميعاً كمؤمنين, والشهداء الأعزاء الذين ببركة تضحياتهم, وتفانيهم في سبيل الله, وصدقهم مع الله, وعطائهم العظيم بكل شيء حتى النفس, تحقق النصر والعزة, ودفع الله عن عباده المستضعفين خطر الإبادة والاستعباد, لهؤلاء الشهداء عظيم الفضل ورفيع المكانة والحق الكبير علينا تجاههم وتجاه أسرهم, وهم مدرسة متكاملة نعرف من خلالهم الإيمان وقيم الإسلام, من عزة وإباء وصمود وثبات وتضحية وصبر وبذل وعطاء وسخاء وشجاعة, ونعرف من خلالهم أثر الثقة بالله سبحانه وتعالى.
إن كل أسرة قدمت شهيداً في سبيل الله بنت لبنة في صرح الإسلام العالي وبنيانه العظيم, ووهبت لأمتها عزاً وكرامة, وعندما نتحدث – أيها الإخوة الأعزاء – عن الشهادة في سبيل الله وعن الشهداء فإن لإحياء روح الجهاد والاستشهاد في نفوسنا كأمة مؤمنة وكمجتمع مؤمن أهميته الكبيرة وخاصة في هذا العصر, فالأعداء في هذا العصر يستخدمون سلاحين من خلالهما يهيمنون على المجتمع, يتغلبون على الناس, يستعبدون عباد الله, السلاح الأول هو سلاح الخوف, التخويف والرهبة, فهم يعملون على إثارة الخوف في نفوس الناس بكل الوسائل, بكل الأساليب ليتهيأ لهم من خلال ذلك السيطرة على الناس, والتحكم بهم في توجههم وفرض ما يريدون عليهم, وباختصار ليتهيأ لهم استعبادهم من دون الله والتحكم في كل شؤونهم.