من يهمهم أمر الدين وأمر الناس يحملون نفوساً تَأْبَى الظلم والذل والاضطهاد تغضب لله وللمستضعفين
يوميات من هدي القرآن الكريم.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
سورة ال عمران الدرس الثالث صـ 14.
من يهمهم أمر الدين، هم من يحملون نفوساً كبيرة تَأْبَى الظلم، تأبى الذل، تأبى الاضطهاد، وتأبى الضَّيمَ، تغضب لله، تغضب للمستضعفين من عباد الله، تحمل العداوة الشديدة لأعداء الله، والغضب العارم على أعداء الله، هم من كانوا ينطلقون في مواقفهم على هدي الله فيقفون المواقف المشرفة مهما كان الحال ومهما كان الأمر.
هؤلاء هم من يأتون يوم القيامة ووجوههم مُبْيَضّة وجوههم بيضاء مشرقة؛ لأنهم بيضوا وجوههم مع الله، مع دينه، مع أمته، مع إخوانهم، مع أمتهم، مع أبناء وطنهم فيقدمون على الله ووجوههم مُبْيَضّة، هؤلاء هم منهم في رحمة الله في الدنيا وفي الآخرة، إنهم يتحركون في رحمة الله، يتحركون في ظل الآيات، وعلى هدى الآيات آيات الله ربهم الرحمن الرحيم
ارجع إلى أرحم الراحمين الذي يرشدك إلى هذا، هو الذي يرحمك فعلاً، هو الناصح لك، هو المشفق عليك، هو من يهمه أمرك، هو من لا يريد أن تُظلم فهو يرشدك إلى العمل فيما فيه عزتك وكرامتك ورفعتك، فيما فيه نجاتك في الدنيا ونجاتك في الآخرة من عذاب الله، وفوزك برضوان الله وبجنته.
هذه قاعدة يجب أن ننطلق عليها وأن تكون دائماً مترسخة في أذهاننا أنه ليس هناك أحد أرحم بك من الله، فمن انطلق من منطلق النصح والإشفاق عليك والرحمة بك وهو يوجهك إلى خلاف هذا، إلى خلاف كتاب الله إلى خلاف آيات الله التي هي تنطلق من الرحمن الرحيم فاعرف أنه – سواء كان في واقعه مشفقاً عليك وناصحاً لك أو لا- أنه إنما يغشك من حيث يشعر أو لا يشعر، وأنك إذا ما قبلت ما قدمه إليك باسم نصح وإشفاق عليك ورحمة بك فإنك قد غشيت نفسك وظلمت نفسك؛ لأن هنا الرحمة، هنا النصح، هنا مظاهر الإشفاق عليك.