السيد حسن نصر الله: على العدو ومن خلفه أن ينتظر ردنا الآتي حتماً إن شاء الله
| أخبار عربية | 26 محرم 1446هـ الثقافة القرآنية: أكد سماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أن الاستسلام غير وارد على الإطلاق في قاموس محور المقاومة.
وقال في خطاب له خلال مراسم تشييع جثمان الشهيد القائد فؤاد شكر أنهم لن يستسلموا، وأن كل الضغوط التي تمارسها بعض الدول لن تجدي نفعاً، مؤكداً: “لو قتلتم من قتلتم، ودمرتم ما دمرتم، لن يكون هناك حل إلا بوقف العدوان على غزة”.
وأشار إلى أنه منذ صباح الغد سنعود إلى العمل بشكل طبيعي ضمن جبهة الإسناد لغزة، وهذا لا علاقة له بالرد على اغتيال السيد فؤاد”، مؤكداً أن الرد على جريمة اغتيال الشهيد شكر محسوم ولا جدال فيه.
وأوصل رسالته للعدو الإسرائيلي قائلاً: “على العدو ومن خلفه أن ينتظر ردنا الآتي حتماً ان شاء الله.. لا نقاش في هذا ولا جدل، وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان”، لا فتاً إلى أن العدو الإسرائيلي لا يعرف من أين سيأتيه الرد، موضحاً أن محور المقاومة اليوم يقاتل بغضب وبعقل، ويقاتل بغضب وبحكمة وشجاعة، ويملك القدرة، مؤكداً أننا سنرد ونحن من يختار، وعلى العدو أن ينتظر، والقرار في يد الميدان، وهو الذي يعرف ظروفه وفرصه، ونحن نبحث عن رد حقيقي وليس شكلي، ومدروس جداً.
وواصل: “قتل القادة لن يسقطنا ولن يمح ذكرنا، وهذا الجمع سيبدده الله ورجال الله في كل الميادين”، قائلاً:”لشهيدنا لا نقول وداعاً.. بل إلى اللقاء”.
وأفرد السيد حسن جزءاً من خطابه للحديث عن الشهيد فؤاد شكر، لافتاً إلى أن الشهيد وصل إلى النتيجة التي كان يريدها، وكان عاشقاً للشهادة، منوهاً إلى أن الشهيد كان يتولى مسؤولية معركة الإسناد في جبهة الجنوب، وأن اغتياله “سيزيدنا عزماً وتصميماً وإرادة ويجعلنا نتمسك بصوابية خيارنا”، لافتاً إلى أنه كان يحب العمليات الاستشهادية، وقد علم الكثيرين هذا العمل.
وأوضح أن الشهيد فؤاد شكر أشرف على بناء قدرات تعد من الأهم ضمن قدرات المقاومة، وأنه كان قائد المجموعة التي ذهبت إلى البوسنة لنصرة المسلمين في مطلع تسعينيات القرن الماضي.
ما حدث في الضاحية عدوان وليس اغتيال فقط
ووصف سماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله ما حدث من قصف صهيوني على الضاحية الجنوبية الثلاثاء الماضي بأنه “عدوان” وليس مجرد عملية اغتيال.
وأكد أن ما حدث هو قصف للضاحية الجنوبية أولاً، واستهداف مباني مدنية وليس قاعدة أو ثكنة عسكرية ثانياً، ثم قتل مدنيين هم نساء وأطفال ثالثاً، واستهداف لقائد كبير في المقاومة رابعاً، لافتاً إلى أن العدو استهدف مبنى مليئاً بالمدنيين في حارة حريك خلال اغتيال الشهيد فؤاد شكر.
وقال: ” نحن نتألم وصابرون ونصمد ونواجه أي مصيبة وأي فاجعة وأي فقد بالصبر، وبالصبر الجميل، ونواجه ذلك بالتسليم لمشيئة الله، والرضا بقضائه وبالتوكل على الله لأننا أهل الإيمان بالله واليوم الآخر”، مشيراً إلى أن حزب الله نفى المسؤولية عن حادث مجدل شمس، وأنهم يمتلكون الشجاعة في أي قصف، ولديهم سوابق طويلة بهذا الموضوع، لكن التحقيق الداخلي الدقيق أعطى هذه النتيجة، وتم التأكد عدم ضلوعهم بالجريمة، لكن العدو نصب نفسه مدعياً وقاضياً وجلاداً ولم يقدم أي أدلة.
ولفت إلى أن لدى حزب الله شواهد وأدلة على سقوط صواريخ اعتراضية في عكا وحيفا وغيرها، وأدى إلى جرحى من المستوطنين، ولم يتحدث الصهاينة عن ذلك، مؤكداً أن العدو استفاد من هذا الاتهام وكان الهدف منه هو تبرئة جيش العدو، ثم زرع الفتنة بين أهل الجولان ومعهم كل أحبائهم من طائفة الدروز، والمقاومة.
وقال إن العدوان الصهيوني على الضاحية ليس رداً كما ادعى العدو الصهيوني، وإنما هو للرد على جبهة الإسناد اللبنانية، مؤكداً أنهم يدفعون ثمن اسنادهم لغزة وللشعب الفلسطيني ولدفاعهم عن المقدسات.
وأضاف: “هذا ليس أول ثمن، فقد ارتقى لنا مئات الشهداء، من مدنيين، ومجاهدين، وقادة، موضحاً أن هذا الثمن هم يتقبلونه، وندفعه، لأننا في هذه المعركة دخلنا من موقع الإيمان بإنسانيته وبأخلاقيته وأحقيته وشرعيتها، وبكل معاييرها، وعندما ندخل إلى هذه المعركة فجميعنا وليس فقط الشهداء في الخطوط الأمامية، الجميع من كوادر وعوائل وقادة الحزب قد حملوا دماءهم على أكفهم.. يحمل دمه على كفه، وكفنه على كتفه”، لافتاً إلى أننا أمام معركة مفتوحة، وهذه المعركة تستحق هذا الثمن الغالي.
إيران واغتيال هنية
وفيما يتعلق باغتيال العدو الصهيوني لرئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في طهران، أوضح السيد حسن نصر الله أن “ما سمعناه من قائد الثورة في إيران والرئيس الإيراني وقيادة الحرس وكل المسؤولين الإيرانيين يعتبرون أنه لم يتم فقط المس بسيادتهم، وإنما يتحدثون عن المس بسيادتهم، والمس بأمنهم القومي، وأنه تم المس بشرفهم، موضحاً أن هنية كان ضيفاً وهم قتلوا الضيف”.
وبين أن العقل الإسرائيلي الذي فرح لأيام بهذه الأعمال، سيفرحون قليلاً وسيبكون كثيراً، مؤكداً أن المقاومة دخلت مرحلة جديدة، وتصاعدها يتوقف على درات فعل العدو، وأن على العدو أن ينتظر عضب الشرفاء في هذه الأمة وثأرهم.