شمس المسيرة
إليه قائدًا بروح المثاني السبع
حضورك أنت يكمن في الغيابِ * كشمسٍ لم تزل خلف السحابِ
تظل تضيئ لم تقبر سوى في * فؤاد الخلد أو نبض الروابي
وتهطل من مآقي الشمس فكرًا * حسينيًّا تخضب بالكتاب
كأنك غيمةٌ بالضوء تهمي * وأسئلة الزمان بلا جواب
تمد لكل نافذةٍ صباحًا * من الهدي المبارك والصواب
رحلتَ، وأمطرتْ ذكراك نورًا * بقيتَ، وما فضحت سوى السراب
منحت الكون فرصته ليزهو * فأعشب في يديك بلا حساب
وأورى للكفاح زناد حقٍّ * وإن زناد صدقك لا يحابي
صرخت فزلزل الشيطان لما * رأى الآيات تشرق كالشهاب
(كموسى) قلت (حطة) فاستجابت * لك الأنصارُ من دون ارتياب
(كطالوتٍ)غرفت المجد لَمَّا * بغرفتك استقى جيل الشباب
(دعوهمْ يصرُخون) فإن صوتي * سيهزم كل من راموا خرابي
ولا زالت هنا الصرخات تدوي * و(أمريكا ) قد انهزمت ببابي
بلغت النصر والأنصار كانوا * على ميعادهم وقت الضراب
كأنك بيننا حاربت فينا * وهاجمت العدا قبل الذهاب
كأنك طلقة الإيمان تسري * لتخليص الشعوب من التغابي
ففي الست الحروب وما تلاها * كأنك خضتها قبل الصحاب
نراك الآن في الجبهات شعبًا * يصد الغزو في كل الشعاب
وإنك في الطليعة لاقتحامٍ * ولم يخلق هجومك لانسحاب
كأنك كل يوم في حياةٍ * لدى استشهاد طلاب الثواب
وفيك تجسد الشهداء منا * لهم لدماك فخر الانتساب
حسينيون، ما سقطوا جزافًا * ولا بطرًا ولا طمع اكتساب
فصاروا منك آلاف الروابي * وصرت بهم كآلاف القباب
تشكلت المسيرة (منك، منهم) * كفاتحة وهم باقي الكتاب
فيا روح المثاني السبع فينا * حضورك أنت يكمن في الغياب
حسن المرتضى