أقيمت اليوم فعالية كبرى بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
أقيمت اليوم فعالية كبرى بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
أحيا عدد كبير من أبناء الشعب اليمني اليوم الأربعاء 27 رجب 1437هـ الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، بإقامة فعالية مركزية في العاصمة صنعاء، وبحضور عدد كبير من العلماء والسياسيين والشخصيات الاجتماعية والقبلية والمواطنين.
وخلال الفعالية ألقى رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد كلمة قال فيها: عندما نتحدث عن الشهيد القائد فإننا قبل ذلك يجب أن ندرك أنا نتحدث عن شخصية قرآنية متميزة وفريدة في عصرنا.. الشهيد القائد كان رجل المرحلة نطق في زمن الصمت والخنوع وقف في زمن الانبطاح، تحدث للأمة من منطلق الرحمة وحمل المسئولية التي ينبغي أن تحملها الأمة.
وأضاف الصماد: منذ أحداث 11 سبتمبر دخل العالم مرحلة جديدة من الاستعمار والهيمنة الأمريكية الصهيونية حيث جعلت أمريكا من أكذوبة 11 سبتمبر خديعة كبرى وشرعنت من خلالها للتدخل في شئون العالم تحت ما يسمى مكافحة الإرهاب الذي صنعته هي لتجعل منه ذريعة للهيمنة المباشرة في كل المجالات سواءً الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية والعسكرية، وأرغمت العالم على منحها شرعية مكافحة الإرهاب، وكان في مقدمة المسارعين لمنح أمريكا هذه الشرعية هي قادة وحكام العرب لتتزعم أمريكا بذلك حملة عسكرية كبرى ضد أفغانستان جعلت منها حدثاً مهولاً لزرع الهزيمة واليأس والهزيمة النفسية في قلوب الحكام الذين يعكسون هزيمتهم على شعوبهم لإسكاتها من تبني أي صوت يناهض السياسة الأمريكية تحت مسمى الحفاظ على المصلحة فبادر الزعماء لتقديم التنازلات الخطيرة التي لم تكن تخطر لأمريكا على بال ولم تكن تتوقع أن يرتموا في أحضانها بهذه السهولة.
وقال رئيس المكتب السياسي لأنصار الله: أمريكا كانت تعلم علم اليقين أن واقع العرب وسياسة أنظمتهم الحاكمة قد أوصلت الأمة العربية والإسلامية إلى مرحلة خطيرة لا تستطيع أن تقف على أقدامها لمواجهة الخطر الأمريكي الصهيوني فاقتصادها ومأكلها ومشربها ودواءها وسلاحها كلها تحت رحمة الأمريكان والصهاينة ودول الاستكبار.. لقد تزعمت أمريكا مكافحة ما يسمى الإرهاب واحتلت أفغانستان واحتلت العراق وفرضت على بقية الأنظمة هرولة مدوية للاستسلام فقدموا كل ما تنشده أمريكا على طبق من ذهب فعمدوا إلى تغيير المناهج الدراسية تحت ذريعة نشر ثقافة التسامح التي لم يتعامل معها الأمريكان بالمثل واستباحت الأجواء لملاحقة من تريد أن تجعل منهم ذريعة لامتهان أي بلد واستباحة أراضيه والسيطرة على مقدراته.
وأضاف: كان اليمن في مقدمة الدول المستهدفة أمريكيا حيث دفعوا بمدمرتهم كول إلى سواحل عدن وقاموا بتفجيرها لجعلها ذريعة للتدخل في شئون اليمن وفرضوا من خلالها إملاءات لتغيير المناهج ونشر الاضطرابات الأمنية والتحكم في القرار السياسي لليمن بل وطأت أقدامهم إلى مدينة عدن بوحدات عسكرية بعد حادثة المدمرة كول.. وبعد اجتياح أفغانستان دفعت بالعشرات من المقاتلين المرتزقة لليمن لتجعلهم ذريعة للتدخل في اليمن.. كما أفسحت أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر المجال لاستهداف رموز الإسلام فنالوا من شخصية الرسول الأكرم ودنسوا القرآن الكريم وصنفوه بأنه كتاب الإرهاب المقدس وهكذا روضوا الحكام والحكام عكسوا استسلامهم على شعوبهم.. هكذا أصبح الواقع الذي تعيشه الأمة العربية واقعاً مخزياً مذلاً ومهيناً وهو واقع فيه خطورة على حياة الأمة ومستقبلها بل ومصيرها يوم تلقى الله وهي من كان يراد لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس.
وأشار الصماد إلى أن الله سبحانه وتعالى ربط الخزي في الدنيا بالخزي في الآخرة وأن الخزي في الدنيا هو مقدمة الخزي في الآخرة “لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم”، “فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب”، “من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى”.. مشيرا إلى أن الأمريكان والصهانية تحركا بمشروعهم العالمي لمواجهة أي صوت مناهض لسياستهم التركيعية، وفي المقابل استسلمت الأمة للأمر الواقع ورضيت بكل ما يفرضه الأمريكان.. وهنا أدرك الشهيد القائد أن السكوت في هذا الوضع الخطير له آثار خطيرة على الأمة وأنه إذا لم يتحرك لاستنهاض الأمة فإنه لن يجرؤ أحد بعد ذلك للتحدث ناهيك عن مواجهة المخطط الصهيو أمريكي.
وقال: لقد وقف الشهيد القائد ليحمل للأمة مشروعاً قرآنيا تستطيع من خلاله التقدم تدريجيا إلى أن تصل إلى مرحلة متقدمة لمواجهة التحديات.. ومن هنا أدرك الشهيد القائد أن هناك عواملا عدة ساهمت في أن تجعل الأمة ساحة لمؤامرات الأعداء وجعلتها غير قادرة على النهوض بمسئوليتها وتتمثل هذه العوامل في واقع هزيل للأمة افقدها الشعور بالمسئولية واستسلمت قبل أن يصل إليها أعداؤها، فالجانب الاقتصادي واعتماد الأمة على أعدائها في كل شئون حياتها جعلها رهينة بيد أعدائها حيث كان هذا الجانب غائبا عند حكامها الذين تربعوا على عروشها وكان كل همهم هو كيف الحفاظ على ناصبهم دون أن يلتفتوا إلى بناء الأمة.. فهذا المجال رغم خطورته على الأمة وعلاقته بدورها الريادي كان غائبا تماما عن سياسات الأنظمة وأسهم في ارتهان الأمة لأعدائها كما غاب هذا الجانب عن ثقافة الأمة واهتماماتها الثقافية والتوعوية والإعلامية.
وأضاف: كذلك الثقافات السائدة بين أوساط الأمة التي تصبغ الخنوع والذلة بصبغة دينية وتشرعن للاستسلام والخضوع، بل وصل الحال إلى أن تفرض أمريكا أنظمة ديكتاتورية يفعلون بالأمة أبشع الجرائم ثم يأتي من يشرعن لطاعة هؤلاء الحكام في الوقت الذي تتشدق أمريكا بوقوفها مع الشعوب ضد الاستبداد فكانت هذه الثقافات بمثابة الممهد للقبول بأمريكا وتكريه المسلمين في الدين من خلال هؤلاء الدعاة والمثقفين الذين يشرعنون للظلم والاستبداد وكذلك الإفراط في إثارة المذهبية والطائفية بين أوساط الأمة.. مفاهيم كثيرة جدا كانت الأمة قد ضلت عنها فكان لذلك الأثر الكبير في هيمنة أعدائها على قرارها السياسي والسيادي كولاية الأمر وحقوق المرأة والديمقراطية وغيرها من المفاهيم التي كانت وسيلة ابتزاز للمستعمرين استطاعوا من خلالها جعل الأمة ساحة لمؤامراتهم.. فأمام هذا كله تحرك الشهيد القائد ليحمل مشروعاً تنويرياً شاملاً لكل مجالات الحياة التي تجعل من الأمة أمة قوية مقتدرة على مواجهة أعداءها وقبل ذك استقامة حياتها.. وكان في مقدمتها الموقف من أعداء الأمة والإنسانية كموقف ديني ومسئولية عظمى يجب أن تكون بارزة في ثقافة الأمة إذا أرادت النهوض بمسئوليتها وبناء واقعها الداخلي فأطلق الشعار ليكون بداية المشروع الذي يمكن أن تجتمع الأمة حول موقف موحد من أعدائها الحقيقيين الأمريكيين والإسرائيليين الذين فتكوا بها واحتلوا عددا من بلدانها وفرضوا سياستهم على بقية بلدانها عن طريق أنظمتها لتكون قضية فلسطين هي القضية المحورية للأمة.. فأطلق الشعار.. هذا الشعار كان له الدور الكبير في وحدة كلمة الأمة فبدلا من السقوط في ما يخطط له الأعداء من الغرق والتناحر بين الأمة وإثارة المذهبية والنعرات التي أثارها الأمريكان والصهاينة بين أوساط الأمة جعل الشهيد القائد من الشعار والموقف من أمريكا وإسرائيل موقفاً جامعا يمكن أن تجتمع حوله الأمة.
ونوه الصماد إلى أن استشعار خطورة أعدائها يجعلها تعمل كل ما من شأنه دعم موقفها وفي مقدتها الاكتفاء الذاتي في غذائها وملبسها وجميع شئون حياتها، فكان للجانب الاقتصادي حيزا واسعا في ثقافة الشهيد القائد حيث كان يرى أن الأمة التي لا تفكر في بناء نفسها والاعتماد على إمكانياتها التي أودعها الله في باطن أرضها وموقعها الجغرافي الاستراتيجي الأمة التي لا تستفيد من هذا لبناء واقعها أمة منحطة وستبقى تحت رحمة أعدائها.. الشهيد القائد يقول في أحد محاضراته أن حاجة الأمة إلى الاكتفاء الذاتي في اقتصادها أشد من حاجة المصلي للماء للوضوء.. وهذه منهجية أساسية في المشروع القرآني وأن دور الإنسان من أساه هو التعامل مع مظاهر الحياة وفق منهجية الله لبناء حياة راقية تسعد بها الإنسانية ومن منطلق قول الله تعالى “ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم”.. إن هذه الآية كانت كافية لمثقفي الأمة وحكامها لينهضوا بالأمة وبناءها بالشكل الذي تصبح قادر على مواجهة من لا يودون لها أي خير بل سيفعلون بها كل شر متى ما ملكوا الإمكانية لذلك فالإرادة والبغي موجود وهذا ما تعانيه الأمة.. كما أن الشهيد القائد كان يقول أننا ومن هذه الأمة يتبين أننا ضحية حتى من كانوا قبلنا بمئات السنين عندما بدأت مؤشرات النهوض في أوروبا وأمريكا أن يعملوا على بناء الأمة لأن أولئك إذا نهضوا فنهضتهم ستكون على حساب كرامة الأمة وعزتها.. كما استوحى من قول الله تعالى “لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز” أن الأمة لا يمكن أن تحصل على العدل وتقيم العدل والحق إلا إذا تعاملت مع الحديد لإقامة العدل في كل مجالات الحياة فالقرآن والحديد متلازمان إذا وجد القرآن ولم يتم التعامل مع الحديد فسيأتي الآخرون ليعطلوا القرآن ويحرقوه بحديدهم في داخل مساجدنا.. وإذا وجد الحديد ولم يوجد القرآن فسيكون هذا الحديد مصدر شر كبير على البشرية لأنه لا يحكمه ضابط وقيم وهدى وهذا ما يعانيه العالم الآن فالمسلمون تركوا الحديد جانبا فاستطاع أعداءهم إبعادهم بخوف حديدهم عن قرآنهم وأصبح القرآن كتاباً يتلى فقط للتلاوة بينما الغرب استخدموا الحديد فأفادوا البشرية بجزء من ذلك ولكنهم يعرضون البشرية للفناء بسبب عدم انحكامهم لضوابط وقيم لتقوية الحديد فأصبح العالم مهدد بالفناء في ساعات من خلال الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا والتي أصبحت مصدر خطر يهدد البشرية جمعاء.
وأضاف الصماد: إن عظمة المشروع القرآني الذي حمله الشهيد القائد وكيف يمكن أن يكون حال وواقع الأمة لو التزمت بهدى الله وأعلامه وكان لإعراضها الأثر الكبير في وضعها المزري الحالي وهيمنة أعدائها عليها.. وقد احتوت أدبيات الشهيد القائد على منهجية شاملة حول الجانب الاقتصادي وكيف يمكن بناء الأمة لتصبح أمة مقتدرة قوية.. كما حمل الشهيد القائد مسئولية كبرى في نسف الثقافات التي أوصلت الأمة إلى ما وصلت إليه من الضعف والهوان والاستسلام والخنوع وذلك من خلال إعادة إحياء القرآن بين أوساط الأمة ونسف كل ما يتعارض مع المنهجية القرآنية من ثقافات شرعنت للخنوع والذلة والاستسلام والخنوع للظالمين والاستسلام للأعداء.. وشدد على أهمية العودة إلى الإسلام المحمدي الأصيل وأن نتسمى بالإسلام بعيدا عن الحزبية والمذهبية فهي الاسم الجامع وكل ما حصل في تاريخ الأمة هو بسبب تغليب ثقافة الطائفية والمذهبية على ثقافة الإسلام وأن الدين عند الله الإسلام وهذا هو السبيل الوحيد لضمان وحدة الأمة الحقيقية.. كما أن ولاية الأمر التي حملها مشروع الشهيد القائد من خلال منهجية القرآن لا تعني التربع على العروش وتسيير الجيوش واستسلام الزكوات وانتهت فهذه مهام يمكن أن يقوم بها أي شخص ولو كان غير متزن.. إنما ولاية الأمر تتمثل في كيفية تربية الأمة وهدايتها ببنائها في كل مجالات حياتها اقتصاديا وثقافيا وإعلاميا وسياسيا.. كما أنه نصح القائمين على السلطة آنذاك عندما بدأت أمريكا تعزز مخاوفهم من المشروع القرآن نصحهم بأن لا تقلقوا لن نزاحمكم على كراسيكم دعونا نثقف الأمة نربيها نزكو بنفوسها، وهذا في مصلحتكم أنتم حتى لتكون شعوبكم عند مستوى تحملكم للمسئولية فالشعوب إذا كانت واعية ستقف إلى جانبكم إذا وقفتم إلى جانبها ومع مطالبها.
تخللت الفعالية قصيدة شعرية لشاعر الثورة معاذ الجنيد وعدد من الأناشيد من أداء فرقة أنصار الله وفرقة شباب الصمود وفرقة الرسالة بالإضافة إلى مشاركات أخرى .