الدرس الخامس من البرنامج الرمضاني.
- المسؤوليات المرتبطة بأصحاب رؤوس الأموال
- لتدوير المستمر للمال
- الجرع الاقتصادية
- الاختلاف في مجال التقاضي
- خطورة الرشوه
{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}(البقرة: من الآية188) فعندما أحاول عن طريق الرشوة أن أحصل على مال آخر فأنا أكلت ماله بالباطل، وهي في الواقع كثير من العبارات في القرآن الكريم فيما يتعلق بموضوع المال: أن المال له دور، دور اجتماعي، المال هو مال الناس في الواقع، أعني: في حركة المال التي رسمها الله سبحانه وتعالى هي في الواقع تجعل المال وكأنه للكل. لهذا ربط مسؤوليات كثيرة بأصحاب رؤوس الأموال.
أليس هناك شرع الزكاة، أوجب عليهم الزكاة، أوجب عليهم الإنفاق في سبيله، حرم عليهم أن يكنزوا أموالهم؟ وأوجب عليهم أن يحركوها. المال يجب أن يكون في دورة مستمرة، في حركة. إذا عندك رصيد من الأموال تتركها تتراكم أموال هناك شغلها عندما تشغلها أنت تثمرها، وتشغل آخرين يعيشون معك فيها. هذه قضية هامة، ولهذا يأتي في كثير من الآيات بعبارة أموالكم. {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}(البقرة: من الآية188) لأن حركة المال هي بالشكل الذي في الأخير يبدوا وكأنه مال للأمة. نأخذ من هذه أهمية ما يسمى بالمال العام، الثروات، الواردات العامة، أنها هامة جداً جداً في مسألة تحسين معيشة الناس، هامة جداً لأن النظرة الخاصة بالنسبة للمال ليست نظرة صحيحة من الناحية الإقتصادية، لا ينمو اقتصادك أنت، لا ينمو مالك أنت سواء بشكل تجارة، أو بشكل زراعة إلا في إطار الحركة العامة للمال.
إذا سلم المال العام أمكن أن يكون هناك قدرة شرائية، وقدرة في مجال ماذا؟ حركة الناس، في تجارتهم وزراعتهم، فتنهض رؤوس الأموال، تنهض الأموال، وتكثر الأموال. إذا هناك اختلاس للأموال العامة تأتي كثير من الأعباء، تضاف على الأموال الخاصة، تضعف قدرة الناس الشرائية، وفي الأخير لا تدري وصاحب الدكان عاطل عن العمل لا يوجد بيع وشراء، ذلك المزارع زرع وسقى وتعب وحصد، أو جنى ثمار مزرعته، وصل وإذا السوق كساد، لأنه يحصل كثيرٌ من الأعباء، ولهذا هم يعملون جُرع التي يسمونها [جرع اقتصادية].
أليست أعباء على الناس أنفسهم؟ كان المفروض الجُرع الإقتصادية تكون على المسئولين الكبار هم الذين عندهم رؤوس أموال كبيرة، هم الذين يتقشفون قليلاً، يخفضون من قليل، وليس أن يضيفوا. إذا هناك ديون على بعض البلدان تراه في الأخير يتحول في الأخير إلى زيادة في الأسعار ثم لا تدري إلا والحاجة قد فيها زيادة مائة ريال، لا تدري وقد فيها مائتين ريال، لا تدري إلا وقد فيها زيادة بنسبة 100% أو أكثر.
أليست في الأخير تضعف قدرة الناس الشرائية ويصبحون في عذاب من الغلاء؟ لأن هناك تلاعب بالأموال العامة وإلا فالأموال العامة نفسها، وإردات أي بلد وهذا من الأشياء الغريبة جداً في البلاد العربية بالذات، تجد بلداناً فيها ثروات هائلة جداً وعليها ديون كثيرة جداً! عليها ديون كثيرة بالمليارات بمليارات الدولارات كيف ثرواتنا؟ ليست بالشكل الذي يمكن أن يكفي حاجاتنا؟ لا يوجد ناس يعرفون كيف يخططون حتى يستطيع أي شعب بأن ينهض بنفسه دون أن يتحمل ديون مليارات الدولارات، اليمن نفسه يقولون عليه حوالي ثمانية مليارات دولار دين! العراق كان عليه ما يقارب أربعين مليار دولار! وعنده احتياطي نفط كبير جداً، عنده ثروات كبيرة جداً!.
يوجد خلل بالنظام بشكل عام، في النظام الإداري، في التوظيف، يوجد خلل في التخطيط، خلل في استغلال الخيرات، خلل كبير في التعامل مع الله، ولهذا تجد الناس ثرواتهم لم تعد تشكل شيئاً. ألم نصبح نحن عالة تقريباً في مأكلنا، في ملبسنا على الآخرين؟! حتى في البلدان التي لديها ثروات هامة أصبحت عالة على الآخرين! مأكلنا، ملبسنا، أدويتنا، الوسائل الضرورية والكمالية كلها من عند الآخرين من الخارج. ومع هذا تجد ديوناً كبيرة! وثرواتنا أين؟ الثروة البحرية بالنسبة لليمن لوحده؟ ثروة البحر تكفي اليمن وحدها، الثروة الهائلة في البحر، ساحل طويل عريض حوالي ألفين كيلو، البحر الأحمر، والبحر العربي فضلاً عن البترول والمعادن، وواردات كبيرة.
في مجال التقاضي قد يكون طبيعي الناس يختلفون، اختلاف، إلتباس، مثلاً أنت تعتقد أن هذا لك والآخر يقول: ليس لك إنه له. هذا طبيعي أن يتقاضى الناس ويتحاكموا على هذا النحو: الالتزام بأن لا أحد يقدم رشوة، أما أن تأتي أنت تحاول أن تدعي، وتظن بأنه فرصة عندما تسمع بأن فلان ليس معه [بصيرة] على تلك الحاجة التي هو ثابت عليها، فتحاول بأي طريقة أن تأخذ أمواله، وأنت تعلم بأنها على أقل تقدير، بأنها ليست لك سواء تعلم أنها له أو ليست له، أنت تعلم أنها ليست لك، فهنا لا يجوز، لا يجوز أن تحاول بخبرتك وذكائك لأن قد عندك خبرة من خلال أنك كنت وكيلاً. تشارع وقد عندك خبرة كيف تقدم دعاوي وبصائر وأشياء من هذه، هذا لا يجوز أبداً.
البعض عندما يعرف أن من الحق له أنه ليس لديه خبرة، قد يشاجره، يدفع به هذا إلى أن يبحث لشهائد ولو كانت زوراً، أو أحياناً يحلف يميناً فاجرة! هذه خسارة كبيرة، وهذه من الكبائر شهادة الزور، واليمين الفاجرة. يتقاضى الناس بسهولة، يتشاجرون بسهولة، وهم إخوان، ويقتنعون من أول يوم ادعى وجوب، وقدم ما عنده ما ثبت له شيء اقتنع، الله لن يربط رزقك بتلك الخصلة، أو يربط حياتك بها، أو يربط عزتك بها، أو يربط كل أموالك بها، ربما لو كان في واقع الحال أنت مظلوم فيها أن الله قد يعوضك.
أحياناً بعضنا قد يغلطون في موضوع التقاضي، يتحول إلى عداوة بين الأسرة وبين المتشاجرين أنفسهم، ثم بين أولادهم وبين أقاربهم وفي الأخير لا تدري إلا وقد هناك عدوات بأكثر من القضية، تكون القضية لم تعد شيئاً في الذهنية، قد برز أشياء كثيرة وقد هناك كلام، وقد هناك اتهامات، يصبحون أعداء، قلوبهم مليئة بالعداوة والبغضاء لبعضهم البعض.
الرشوة هي تفسد الحكام، خطورتها قد تفسد الحكام. إذا الحاكم لا يأخذ شيئاً لا من عندك، ولا من عند ذاك ما هو الذي سيدفعه أنه يحاول يحكم حكماً باطلاً؟ أليست المسألة هنا ستدفعه إلى أنه يحاول يحكم بما رآه من وجه الحق؟ لكن إذا قد هناك رشوة تفسده، وخاصة إذا لديه زوجة في البيت تريد عندما سمعت أنهم قد عينوه حاكماً في مديرية كذا قد معها طلبات، قد هي تريد أثاث، قد هي تريد أن يشتري لهم سيارة جديدة، وقد هي تريد يبني لهم طابق فوق البيت، أو قد هي تريد بيتاً جديداً يكون مثل بيت آل فلان، ويكون مع الحاكم ضغط داخلي من السهل معه أن يفسد ولو بدا في الصورة بأنه ملتزم لكن رأى مبالغ من خمسين ألف، مائة ألف، لا تدري وقد أفسدوه نهائياً، ضغط من داخل بيته، وقلة إيمان في نفسه وعمل المتشاجرين، رشاوى {لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْأِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(البقرة: من الآية188).