كتب الله الصيام لغاية محددة وواضحة {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
محاضرة بعنوان (التقوى).
شهر رمضان الذي هو موسم خير يضاعف الله فيه الثواب وينزل فيه البركات، وهو شهر نزول القرآن، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر, وهو محطة تربوية سنوية جعلها الله سبحانه وتعالى عوناً لنا كمسلمين على صلاح أنفسنا وزكائها, وفيه كتب الله الصيام لغاية محددة وواضحة {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}, قال الله تعالى في كتابه المجيد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة: الآية183).
فالصيام – أيها الأعزاء – بجوعه وعطشه والامتناع فيه عن الرغبات والصبر فيه على المشاق مدرسة نكسب منها قوة الإرادة والعزم والصبر والتحمل بما يؤهلنا للقيام بمسؤولياتنا في هذه الحياة, والالتزام بطاعة الله فيما أمرنا به والانتهاء عما نهانا عنه, والتحلي بالأخلاق والقيم التي وصف الله بها عباده المتقين دون أن يصرفنا عن ذلك هوى النفس ورغباتها, ولا المشاق التي تحتاج إلى الصبر لتحملها, فيشكل ذلك وقاية لنا من الشقاء والخسران والهلاك والعذاب الذي سببه العصيان لله والتجاهل لتوجيهاته.