نتائج مدمرة لتحالف العدوان على اليمن. بقلم/ حسين العزي.
من يراقب التحولات والمتغيرات التي طرأت مؤخراً – وبشكل متسارع ومتتابع – على نظرة العالم إلى السعودية وعلى الخطاب الذي يتناولها سواءا على الصعيد الإنساني والحقوقي أو الإعلامي أو حتى السياسي سيدرك كم أن هذا العدوان كان ومازال مكلفاً ،، وسيدرك كم كان الثمن – بالنسبة للسعودية – باهضاً ومرهقاً ، وكم كانت الخسارة فادحة ومدمرة .. حتى كل أولئك الذين ساندوها او تواطأوا معها أو جاملوها في عدوانها على بلادنا هاهم اليوم يعانون آثار المغامرة في مواقف ظالمة وغير منطقية بل وغير مشرفة ..
– انظروا على سبيل المثال الى تداعيات الموقف الاخير للأمم المتحدة ، لقد أصبحت مسخرة العالم ،،
– وانظروا كيف بدأت تكتب كبريات الصحف العالمية عن السعودية ،، اقرأوا فقط ماكتبته الصحف الامريكية خلال زيارة محمد بن سلمان الاخيرة ،،
– أيضا استمعوا الى تصريحات الكثير من الساسة والمسؤولين في الدول الفاعلة
– كذلك تابعوا مادار ويدور في برلمان الاتحاد الأوربي والكندي ومجلس اللوردات والكثير من برلمانات العالم ..
– اقرأوا تقارير المنظمات الحقوقية والإنسانية واستمعوا الى كلمات الحقوقيين والناشطين ..
نعم تابعوا كل ذلك وانظروا كيف بدأ العالم – وعلى نحو غير مسبوق – يتحدث عن السعودية وعلاقتها بالارهاب وتمويل الإرهابيين في اليمن وفي مختلف دول العالم، الى جانب الحديث عن استبدادها ومناهضتها للديمقراطية، وعن الفساد المالي والاداري والسياسي فيها، وانظروا ايضا كيف بدأ العالم يستدعي سجلها الإنساني المظلم ويتحدث عن جرائمها بحق شعبها وفي اليمن وسوريا والعراق واليمن ومختلف البلدان وووووو الخ
اليوم يجب ان تدرك المملكة وتعترف بأن عدوانها الغاشم قد فتح عليها باب جهنم، وانه قد أوجد المناخ الملائم لبروز مشاكل وتحديات لا أول لها ولا آخر، ويكفي أن هذا العدوان الاحمق قد أعطى دول العالم المتوحش فرصتها الذهبية لممارسة أكبر عمليات السطو والابتزاز، بل ودفع المملكة الى حسابات خاطئة ومدمرة، والى اتجاهات وانكشافات غريبة وغير مريحة ستفضي بها حتماً الى خسائر متلاحقة ومتعاظمة، ولو لم يكن الا هذا التوجه – الذي بدأت مؤشراته تطفو على السطح – نحو التقارب مع اسرائيل لكفى ،،
لقد باتت حرائق المملكة ووهابيتها – المرفوضة عالمياً – وكراهيتها وكل آفاتها تطوقها في حدها الشمالي وفي حدها الجنوبي بل وحتى داخل نظامها وشعبها،؟ وباتت تطوق مواقفها ايضا في سوريا وليبيا ، وتفتك بها في كل مكان ، مثلما باتت الضغوط والابتزازات والاستحقاقات تستنزفها وتنخر في عظامها الى مستويات مخيفة للغاية ،،
اليوم بات على السعودية ان تدرك بأنه لا شيء سيدوم، وان المجاملات التي كانت تحصل عليها بالامس – والتي ربما تورطت بفعلها في شن عدوانها الوحشي بحق جيرانها الطيبين الاكارم – قد بدأت مشوار الانحسار، وستنتهي وتتلاشى غدا أو بعد غد.
في الوقت الذي يحتشد اليمانيون المظلومون حول قضيتهم العادلة كل يوم، ويزداد صفهم كل يوم لحمةً وقوةً وتماسكاً واتساعاً وكثرةً
هذا اليوم فقط رسمت تسعة وثلاثون حزبا ومكونا سياسيا من ما مجموعه ٤٢ حزبا يمنيا لوحة يمانية جسدت من خلالها وحدة وقوة الموقف الوطني الرافض للعدوان ، وقبلها رسم علماء اليمن من مختلف المذاهب والمشارب لوحة مشابهة وموقفاً مماثلاً ،، منظمات المجتمع المدني كذلك ،، الجامعات والنقابات والاتحادات والمهن ،، ..القبائل والمشائخ العسكريين والأطباء والمحامين والمهندسين ، كل الفئات والمسميات ، وحتى النساء والأطفال باتت لهم كذلك مشاركاتهم الفاعلة وتضحياتهم وعطاءاتهم السخية وإرادتهم الصلبة وتعهداتهم الصادقة في رفض ومواجهة العدوان حتى النهاية .
نعم إنني أكاد أجزم بأن الاستمرار في هذا العدوان لا يعني ولن يعني بالنسبة للسعودية ومن معها سوى الذهاب نحو الهاوية ونحو الانهيار الحتمي ..
فيا كل الأحرار وياكل الشرفاء خذوها عن هذا العبد الفقير المسكين معمدةً بالقسم الصادق في هذه الليلة المباركة ( اذا استمر عدوانهم فاستبشروا خيرا ولاتهنوا ولاتحزنوا ، ولنواصل معاً مسيرة النضال والكفاح والصبر والصمود ،، وثقوا كل الثقة ان التاريخ سيمنحكم قصب السبق ، وسيكتب لصمودكم وصبركم الفضل في تغيير الموازين وقلب المعادلات، فوالذي نفسي بيده ان في نهاية طريقهم هزيمة وخزي ، وفي نهاية طريقنا حرية ونصر …. وغد مشرق ومستقبل واعد