مؤشرات اللحظة؟!. بقلم/ محمد المنصور.
يتكشف كل يوم ويتضح أن رهانات الشعب اليمني على الله وعلى الصمود والصبر والتضحية في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي كانت صائبة، وصحيحة.
وثمار ذلك الصبر والصمود والتضحيات، والتعاطي بحكمة مع جوانب العدوان وآثاره، ومؤامراته وأدواته الواسعة, عكست نفسها على استقرار أمني واقتصادي واجتماعي شهدته العاصمة وأجزاء كبيرة من الوطن ظلت خارج نطاق سيطرة العدوان ومركزيته، في ميدان الأداء الإعلامي والثقافي وحركة القوى الاجتماعية الفاعلة في تصاعد مستمر باتجاه إنجاز حالة من التماسك الفكري السياسي والإعلامي، بمؤازاة حركة على الأرض سريعة وموزونة وراشدة باتجاه سد الثغرات, وتعبئة الجهود والطاقات، التي ما زالت بحمد الله تذكي هذا الصمود والانتصارات الوطنية العظيمة.
والآن، ومنذ الأسابيع الأولى تساقطت الذرائع العدوانية وتكشفت الوجوه الموغلة في القبح والخيانة والاستسلام للعدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم.. الذي لم يوفر للقوى التي راهنت عليه حتى ورقة التوت التي تسترها.
سقطت أحزاب وقوى وشخصيات ورموز سياسية وإعلامية وحقوقية، وسقطت منظمات حقوق الإنسان، ومراكز بحث ودراسات ومسميات، ثبت اليوم أن معظمها ومعظم القائمين عليها لم يكونوا سوى واجهات للفساد والتبعية للسعودية وأمريكا والعولمة، وأنهم لم يكونوا أكثر من مرتزقة يقبضون ثمن صمتهم اليوم وتواطؤهم مع العدوان السعودي الأمريكي مجردين اليوم من أبسط دواعي الانتماء لما يُسمى ثقافة حقوق الإنسان، تلك الثقافة المفترى عليها التي يجب أن تعلو على الايديولوجيات، والحسابات المذهبية والعنصرية والطائفية والعرقية، وأن تنحاز إلى الإنسان إينما كان, وأياً كان، ضد أي طرف يمارس انتهاكه لحقوق الإنسان أياً كان وفي المقدمة أمريكا والسعودية وتحالفهما الشرير.
بقي الشعب اليمني وقيادة ثورة 21 من سبتمبر والقوى الوطنية واقفة بوجه العاصفة التي تكسرت على الصخرة اليمانية الصلبة، صخرة الشعب اليمني العظيم بكل فئاته ومناطقه وقبائله العظيمة التي تجاوزت كل التصنيفات والتنميطات لجهلة اليسار واليمين، وأثبتت أنها الثابت الوطني اليمني في زمن التحولات العولمية، وما سبقها من محاولات حثيثة من مسخ وتشويه وتجويف القبيلة اليمنية وصرفها بعيداً عن بوصلة اليمن.
في الكويت ما زال العدوان بمناوراته وتكتيكاته السياسية الواضحة والمقنعة والمسربة عبر ولد الشيخ يصطدم كل يوم بصمود الوفد الوطني، وحسن إدارته للمناورة السياسية والذي نجح في رسم صورة مختلفة للواقع الوطني في ظل العدوان.. تختلف عما قبل الكويت، وهي ولا شك خطوة إيجابية تسهم في نهاية المطاف في الوصول إلى حل سياسي لا يفرضه العدوان السعودي، بل تفرضه حقائق الصمود والصبر والانتصارات التي يسطرها هذا الشعب اليمني العظيم.
واللهم اني صائم.