أخطر أنواع الخيانة!؟. بقلم/ جميل انعم.
هل هي صدفة .. أم انها معجزة من معجزات القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى، إنه الحلف الثنائي المدمر للامة الإسلامية والعربية، حلف خطير وحلف أخطر، فالأول من الخارج والثاني من الداخل، ونصارى النبي عيسى عليه السلام منفردين أقرب مودة للذين آمنوا، أما اجتماعهم مع اليهود هو الخطير، وكما هو واضح في آية موالاه اليهود والنصارى، وتلك حالة قد تطرقنا إليها كثيراً، حلف عسكري خارجي فعل فعله من سنة 1745م، عسكرياً وسياسياً واعلامياً وثقافياً، وحصار اقتصادي.
ومع ذلك هذا الحلف فشل فشلاً ذريعاً ولم يحقق أهدافه، فشل الحلف الخارجي وحضر حلف آخر، حلف داخلي قوامه موالاه الرحبان والأحبار، إنهم من أبناء جلدتنا أصحاب الشركات الكبرى المستوردة للسلع الغذائية المرتبطة مباشرةً بمعيشة 27 مليون مواطن يمني، تحالفوا مع الأحبار والرهبان لتدمير الاقتصاد الوطني وتهديد الأمن الغذائي للمواطن البسيط لتركيع الوطن بأكمله.
خيانة غذائية تتجلى بأبشع صورها أثناء العدوان الأمريكي السعودي، خيانة لم تكن لتحدث بالأحوال الطبيعية وتحديداً قبل الربيع الصهيوني، وبلغ ذروته أثناء العدوان حتى تاريخه.. وجارنا الطيب صاحب البقالة تاجر التجزئة كان يتفاخر دوماً بنظريته الاقتصادية الخاصة به، التي تدر عليه ربحاً، ومن جهة أخرى ينال ثقة الزبائن، والنظرية تقول مقدار ما يأخذه من السلع الغذائية بالشراء آجلاً من تجار الجملة يساوي مقدار ما يعطيه من السلع الغذائية بالبيع آجلاً للزبائن، ورأسماله يبقى ثابت في البقالة، لذلك فهو لا يرد أي زبون يرغب بالشراء آجلاً، وحتى أنه يقرض الزبون مبالغ مالية تصل إلى 100 مائة ألف ريال، إذا أصيب بانتكاسة ما، صحية حزن عرس ..الخ.
وبنهاية الشهر يحضر جميع المتدينين موظفين وأساتذة وعمال وعسكر ..الخ، لتسديد ديونهم المستحقة لصاحب البقالة، وبدوره يدفعها لتجار الجملة ويسحب سلع غذائية وهكذا دورة اقتصادية مغلقة، والجميع في ألفه وصحبة وتكافل اجتماعي.
ومع الربيع المشبوه والعدوان والمؤامرة الاقتصادية وتأخر استلام الرواتب ..الخ، اختلت النظرية الاقتصادية، فالكل أصبح يريد عاجلاً، من صاحب البقالة إلى كبار كبار التجار حتى الوصول إلى الحيتان الكبار، أصحاب شركات الاستيراد للسلع الغذائية القطاع الخاص الخائن، لا القطاع الخاص الوطني الذي أفشل المؤامرة الاقتصادية الأخيرة.
حيتان كبار لم يكتفوا باكتناز وتراكم الاموال بالدولار والريال بالداخل والخارج وتراكم السلع بالداخل، حيتان يعملون على سحب العملة الوطنية والعملة الصعبة وإجبار المواطن على بيع مدخراته، مدخرات العمر وبأسعار زهيدة لحيتان موالاة الأحبار والرهبان.. ومرة أخرى نكرر كي لا يختلط الأمر على البعض، بأن النصارى منفردين أقربهم مودة للذين آمنوا .. فالنجاشي النصراني ملك الحبشة أستقبل وحما المهاجرين المسلمين، والنجاشي دفع مهر أحدى زوجات الرسول محمد (ص).. عندما توفى زوجها المهاجر في الحبشة .. والرسول رسول الرحمة للعالمين أقام صلاة الميت صلاة الغائب على النجاشي عند وفاته.
وفي عصر النبوة من السنة الأولى للهجرة النبوية حتى السنة التاسعة الهجرية، كان كنز المال واكتنازه وتراكمه محرم حراماً قطعياً، وكان التاجر المؤمن يمسك لنفسه ألف درهم ليتموَّن بها ويتاجر بها ويتصدق بالباقي، واهل الزراعة كان يمسك لنفسه وعياله ما يكفيه لسنة قادمة ويتصدق بالباقي، والصانع يمسك كان يمسك لنفسه قوت ليلة ويتصدق بالباقي، ولا يدخر بعد ذلك شيء.
وقبيلة الأشاعرة اليمنية كانوا إذا أصابتهم أزمة جمعوا ما عندهم في مكان واحد ثم أعادوا توزعيه بينهم بالتساوي (حسب حديث البخاري) والذي قال عن صحابي “صليت العصر بالمدينة المنورة وراء الرسول (ص) فسلم وقام مسرعاً يتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، ثم خرج عليهم فقال : ذكرت شيئاً من تبر “ذهب” عندنا فكرهت أن يحبسني فأمرت بقسمته” .
وتحتوي السور المكية على 36 آية تضمنت تنديداً بالمترفين وحملتهم تبعة الفساد في الأرض، بينما وعدت مكية أخرى بيوم يستولي فيها المستضعفين على السلطة “بحث نتركه للمختصين”.
وهنا حديث شريف كان يردده أبو ذر الغفاري “جعلوا مال الله دولاً وعبادة خولا، أي احتكار الأموال استعباد الناس” أو كما قيل.
ومحب الدين الخطيب محقق كتاب (العواصم من القواصم) للفقيه الاشبيلي ابن العزي قال “أن طريقة أبو ذر أن لا يبيت المسلم وعنده مال ليست في مصلحة المسلمين” – صفحة 74 و 75 ..
وبصيغة العصر، ضرورة إنفاق ما زاد عن حاجة الإنسان، وهل يوجد مثل هذا في هذا الزمان ؟!
نعم كان ذلك في عصر النبوة 1 – 9 هجرية، وهناك الكثير والكثير من أشكال التكافل الاجتماعي بين المسلمين، مجتمع كان يُحرم الكنز والادخار، وبمفهوم هذا الزمان الاحتكار لاستعباد الناس .. وقد شبه الله سبحانه وتعالى، من يقوم بذلك بأنهم من حلف الأحبار والرهبان الثنائي المتحد على تدمير الأمة العربية والإسلامية بل كل الأمم، قال تعالى (يأيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) .. سورة التوبة الآية 34.
وعقوبة الكانزين الكي، كية، أو كيتان .. وبعد فتح مكة السنة التاسعة هجرية فرضت الزكاة بآية الزكاة (خذ من أموالهم صدقة) سورة التوبة الآية 103.
وبها نسخت آية الكنز وأصبحت الزكاة ركناً من أركان الإسلام الخمسة، والمسلم المؤمن الغني يعطي الفقير المسلم أموال لضمانهم ضد الجوع والعُري.
والزكاة لها احكام وابواب في كتب الفقه والحديث والتوزيع ولا مجال لذكرها، ويكفي فقط أن نذكر بأن ابن السبيل هو أحد المستحقين الثمانية من أموال الأغنياء “الزكاة” وابن السبيل هو المسافر الذي ينفذ ماله، فيُعطى له ما يكفيه للعودة إلى بلده، و يا للألم حين يكون ابن السبيل ابناء بالملايين، ملايين المهجرين المشردين قهراً من ديارهم من اليمن إلى سوريا وحتى فلسطين والعراق، حدث ولا حرج، ومولاة الأحبار والرهبان يكنزون الأموال وبالدولار في بنوك الأحبار والرهبان.. وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
ومن المستحقين لأموال الأغنياء أيضاً، هم الفقراء، والفقير هو من له قدر من المال لا يكفيه لمعيشته.. والمساكين، والمسكين هو من لا يملك شيئاً البتة، والعاملين عليها، والغارمون وهم المدينون العاجزون عن سداد ديونهم …الخ .
يا إلهي يا أرحم الراحمين أين هؤلاء الاغنياء تجار قوت الشعب اليمني العظيم من تعاليم القرآن الكريم، وفي كتب الفقه ورد بأن المسكين والفقير يأخذ ما يسد حاجته لسنة، والحاجة تشمل ما يكفيه لطعامه ولباسه، اما اليوم كم من مئات الآلاف من الأسر لا تدري ما قوتها غداً بل اليوم، واكثر من ذلك كان يُعطى لمن يريد الزواج ولا مال عنده وينسحب ذلك على أداء فريضة الحج ..
والقول الغالب هنا هو إعطاء من يعجز لأي سبب كان عن تحصيل ما يكفيه لمعيشته، كأن يتوقف دخله لأسباب خارجه عن إرادته، هذا هو جوهر الإسلام، دين الرحمة للعالمين، وعلى مسئوليتي الشخصية !.
الشعب اليمني العظيم لا يريد فلس من أغنياء المسلمين الموالين لحلف الأحبار والرهبان، وكل ما نريده وبحد أعلى عدم محاصرة تجار الجملة والتجزئة للشعب، لأن الاستمرار يوجب ويحتم على رجال المال والأعمال القطاع الخاص الوطني “الغرفة التجارية” وبمعية دولة الثورية العليا فضح وبالاسم والشركة لخونة الاقتصاد الوطني ونشرها في وسائل الإعلام ليتمكن الشعب من مقاطعة منتجات القطاع الخاص الخائن.
والزمخشري يقول “المال الزائد عن الحاجة لا يتناسب مع العدالة بصرف النظر عن كونه ثمرة عمل مباح شرعاً”.
وبعصر النبوة كان يرسل (ص) يسكن فقراء المدينة في سقيفة المسجد إذا لم تكن لهم مساكن وفي المساء كان يوزعهم على بيوت المهاجرين والأنصار، ليعيشوا معهم قبل أن تتحسن أوضاعهم بعد ذلك.
اليوم البعض من أغنياء المسلمين اليمنيين يتخندقون مع العدوان الماسوني لماذا؟
الأهداف متعددة وعنوانها الرئيسي ضرب الأمن القومي اليمني في جزئيته الأمن الغذائي للشعب اليمني العظيم بتدمير الإقتصاد اليمني من خلال:-
1- سحب العملة الوطنية من السوق المحلية وتهريبها للخارج بالبيع نقداً، على غير ما جرت عليه العادة على تجار الجملة وعلى مختلف مستوياتهم لتصل السلسلة إلى المواطن اليمني البسيط المطلوب منه الدفع نقداً أو الجوع والجوع مصيره بعد بيع مدخرات العمر بالثمن البخس.
2- دفع المواطن للاحتجاجات والمظاهرات والضغط على الدولة المقاومة يُترجم بتقديم تنازلات في أي مفاوضات مع العدو التاريخي لليمن وهذه المرة ستتقدم فتيات الإخوان الاحتجاجات، ليس بمطالب سياسية بل بمظاهرات أطفال مع امهات، واصبحت المرأة سلعة تماماً كما يستثمرها الغرب بالدعاية والإعلام، وهنا للشرطة النسائية مهام وطنية وقومية لا تقل عن مهام ودور المجاهدين في جبهات القتال.
3- وعلى لسان مواطن يمني أمي بسيط وبعد المؤامرة الاقتصادية المخيفة المرعبة بارتفاع الأسعار.. الخ، المترافق مع قدوم الأعياد “ماعد بقيتوا لأمريكا وإسرائيل.. لا رمضان رمضنا ولا عيد عيدنا”.
4- بالمفهوم الاقتصادي سحب العملة الوطنية أثناء الأزمات ثم إعادة ضخها للأسواق فجأة في وقت لاحق هو لتدمير الاقتصاد الوطني بالمطلق وتداعياته الخطيرة على الأمن الغذائي الوطني اليمني.
وعلى العموم وكما هو معروف سلفاً بأن مصير موالاة أمريكا واسرائيل والساسة والإعلام والثقافة والعسكر هو الشتات في فنادق العالم ولعشرين سنة قادمة بأدنى تقدير كونهم معروفين بالاسم ..
هذا المصير نريده أن ينسحب على موالاة الأحبار والرهبان من تجار الخيانة بفضح أسماء الشركات ومنتجاتها واصحابها.. والبقية يترك للشعب اليمني العظيم وبسلاح المقاطعة سننال منهم عاجلاً لا آجلاً.. تماماً كما هم يحبون البيع نقداً لا آجلاً وكما تدين تدان.. هذه أرضنا وطننا وبالإرادة اليمنية سنحميه من الخارج والداخل معاً.. وحسبهم الأحبار والرهبان وبئس الوكيل.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.