لولا تدخل الله وتأييده العظيم لما بقي احد من هذه الامه.
بصائر من نور القياده.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
محاضرة الذين ان مكناهم 1432هجريه.
وقد جربنا – أيها الإخوة الأعزاء – في مسيرتنا هذه، في مسيرتنا الجهادية والعملية في كثير من الصعوبات، أمام كثير من الأخطار، أمام كثير من الوقائع والأحداث الكبيرة والرهيبة، حينما كنا نلتجئ إلى الله ونضرع إلى الله وندعو الله ونستغيثه ونستعين به كنا نلحظ رحمته وفضله العظيم، ورأفته الكبيرة، ونلحظ النصر والفرج العاجل الذي يكتبه، كثيرة هي الوقائع، كثيرة هي الأحداث، كثيرة هي المعارك الكبيرة والرهيبة التي كانت الظروف فيها قاسية وصعبة، وبعد التضرع والاستغاثة بالله والدعاء والإلتجاء إلى الله ينزل النصر، ويكتب الله الفرج، ويكتب التأييد، ونرى العجب العجاب.
لو كنا بعيدين عن هذه النقطة واعتمدنا على أنفسنا وعلى إمكانياتنا لكنا هلكنا في يوم واحد، يوم واحد من تلك الأيام الكبيرة، لولا تدخل الله، لولا نصره، لولا تأييده العظيم، ولولا استجابته للدعاء والتضرع والإنابة والاستغاثة لما كان بقي باقياً لهذه الأمة، فهذا الجانب مهم.
أنت أخي المجاهد في واقع حياتك، فيما تعاني، فيما تواجه من مشاق، فيما تحتاج إليه لدينك، وفيما تحتاج فيه لدنياك لا تكن غافلاً عن الدعاء، وعندما نحث على الدعاء ونتحدث عن أهميته نلحظ في القرآن الكريم الأنبياء، دعاؤهم، روحيتهم في الدعاء واهتمامهم بالدعاء، يحكي الله عنهم في السورة القرآنية المباركة سورة الأنبياء: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}