لهذا السبب عادت الحرب؟! بقلم/ عابد حمزه.
في الحروب الماضية والحرب القائمة اليوم جميعها حرب واحدة مع عدوة الشعوب أمريكا التي لم تكتوِ بعد بنارها بقدر ما استفادت منها في تمرير مشاريعها وجني مئات المليارات من الأسلحة التي باعتها لحكام وأمراء الخليج الذين خدعوا ودفعت بهم أمريكا إلى تبديد ثروات شعوبهم في بناء تنظيمات متطرفة إجرامية ارتكبت على مدى أكثر من نصف قرن جرائم كبيرة بحق الإنسانية
استغلتها اليوم في الضغط عليهم واجبارهم لتبني وتمويل حروبها الاستعمارية وفي حال لم يبادروا في الاستجابة لما تمليه عليهم فما عليهم إلا الاستعداد لجني ثمار الفتن والحروب التي أشعلوها في المنطقة تحت عناوين طائفية مقيته وهذا بالتحديد ما حصل مع السعودية بداية العام الثاني من العدوان فبعد أن أنهكت خزانتها وقتل الآلاف من جنودها ودمرت آلياتها وتيقنت من الهزيمة في حال أستمرت في العدوان والحرب على اليمن جنحت للسلم وبعيدا عن العين الأمريكية تم الاتفاق على التهدئة ووقف الحرب وحصلت السعودية من الجانب اليمني على تطمينات ما يكفي لتبديد كل مخاوفها لكن عيون أمريكا كانت حاضرة ولأن أمريكا المعنية بالحرب والحرب ما شنت إلا لإعادة وصايتها وتثبيت احتلالها لليمن فقد جن جنون مسؤولي البيت الأبيض ولأول مرة ظهر الرئيس الأمريكي متهما للسعودية بالإرهاب وتمويل ودعم ورعاية التنظيمات الإرهابية ترافق مع ذلك حملة إعلامية منظمة لوسائل الإعلام الغربية ضد السعودية وتحميلها مسؤولية ما ترتكبه القاعدة وداعش من جرائم لا حصر لها بحق الشعوب والمجتمعات
تلى ذلك بأيام تصريحات الناطق الرسمي للبيت الأبيض أكد خلالها بأن السلام في اليمن لا يزال بعيد المنال كل ذلك والسعودية لا تلتفت لتلك التهديدات بقدر ما كانت تريد إنجاح المفاوضات لا حبا في السلام وإنما لما تعانيه من تفكك داخلي ووضع اقتصادي خطير يهدد بإفلاسها حتى أنها كانت قبل أن تعلن التهدئة تطالب الدول الغربية بقرض يتجاوز عشرة مليار دولار لشراء أسلحة وتمويل حربها على اليمن ولم تحصل على شيء من ذلك بالمقابل زادت الضغوطات الأمريكية
وخرج الكونغرس الأمريكي بقرار يسمح بمقاضاة السعودية ومطالبتها بدفع تعويضات ضحايا الحادي عشر ليأتي بعد ذلك القرار الأممي بإدراجها في القائمة السوداء وارتكاب جرائم حرب وهو القرار الذي قصم ظهر البعير وجعل السعودية تقرر العودة من جديد إلى بيت الطاعة بعد أن أدركت أن الأمر جد وأنها معنية بمواصلة الحرب والعدوان وما لم تتنصل عن كل ما تم الاتفاق عليه
فلتستعد لما هو أشد وأنكى عليها من العدوان على اليمن وهكذا عادت السعودية إلى الحرب تحت الضغط الأمريكي المتزايد يوما بعد يوم وبعودتها رأينا كيف تم سحبها من القائمة السوداء وكيف أصدر الكونغرس قرارا بمنع محاكمتها ومطالبتها بدفع تعويضات أحداث الحادي عشر من سبتمبر.