بحر السبعين بشر ومطر؟ بقلم/ زيد البعوه.
منظرُ ليس له نظير ومشهد طالما انتظرته الكاميرات ميدان السبعين الواسع يتقاطر اليه اليمنيين افواجا في الوقت الذي تتساقط قطرات الغيث من السماء ومع كل قطرة تنزل من السماء الى ميدان السبعين تنبت الأرض اناساً فيتكاثر المطر والناس ويشكلون بحراً هائجاً من البشر والمطر فيصيرون طوفاناً عاتياً في وجه الغزاة والمعتدين …
وحده يمنيه تباركها السماء يتساقطون الى السبعين من مختلف المحافظات كما يتساقط الغيث من السحب
سيل بشري جارف يمانيون جائوا الى ميدان السبعين من مختلف الاطياف والمكونات والأحزاب ليجسدوا المعنى الحقيقي للوحدة اليمنية كلهم شوق لعناق بعضهم البعض البسمة مرسومة فوق شفاههم والقوة ظاهرة على وجوههم ..
جائت هذه المسيرة والتظاهرة الحاشدة بعد واثناء مواقف عسكرية وسياسية سطرها شعب اليمن من خلال القيادة السياسية والجيش واللجان الشعبية حيث أتت بعد كشف القوة الصاروخية عن صاروخ بالستي صنع محلي وبعد اتفاق سياسي بين انصار الله والمؤتمر وحلفائهم على إدارة البلاد واثناء عمليات عسكرية وانتصارات كبيرة يسطرها رجال الله في العمق السعودي ولهذا من الطبيعي ان تكون قويه بهذا الشكل…
اعزة على الكافرين رحماء بينهم هكذا هم اليمنيين اليوم الذي راهن العدوان على تمزيقهم وتشتيتهم وتفريقهم ففعلوا عكس ما يحلم به المعتدون تكاتفوا وتوحدوا وصاروا كتلة بشرية واحده صلبةً كالفولاذ لا يمكن لأي قوة في العالم ان تنال منهم ليس لكثرتهم او قوتهم وانما لأنهم يجسدون قول الله تعالى ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص
ما اجمل ذلك المنظر الخلاب الذي عجزت العين المجردة عن استيعابه وعجزة العدسات المصنوعة ان تحيط به من كل الجوانب بل عجزت القلوب عن تحمل الفرحة العارمة فاليمنيين بفطرتهم يعشقون الوحدة والوفاق وعندما حدثت بالفعل وفي هذا الظرف الحساس كان لها وقع اكبر واهمية قصوى ودلالات لا يستطيع الوصف التعبير عنها …
كبار السن يرون حلم حياتهم بوحدة أبنائهم ماثلاً امام اعينهم فلم يمنعهم ضعفهم من المشاركة والحضور مهما كانت الظروف والأجواء اما النساء والشباب فلم يتوانوا او يتخاذلوا هبوا الى الميدان كالأسود رافعين عليم اليمن فوق رؤوسهم بكل فخر واعتزاز اما الأطفال الذين يرون مستقبلهم الواعد من خلال توحد أهلهم وأبناء بلدهم فكان حضورهم يمثل نقطة وصل بين الحاضر والمستقبل بين النصر والنصر بين العزة والكرامة وهذا ما سيحصل بفضل الله ….
لم يتبقى على عدونا الا ان يندب حظه التعيس ويلعن نفسه ومرتزقته حين فكر ان بمقدوره النيل من هذه الامه وكسر ارادتها وتركيعها فكان يراهن على المستحيل ولم يعلم ان الله قد افرغ في قلوب اليمانيين قطراً وزبراً من حديد بتكاتفهم وتوحدهم كجسر بناه ذي القرنين ليأمن الشعب اليمني من جرائم احفاد يأجوج ومأجوج.