الاتفاق الوطني المُوقّع بصنعاء مثّل انتصارا سياسيا. بقلم/ حميد رزق.
لقد مثّل توقيع الاتفاق الوطني بالعاصمة صنعاء انتصارا سياسيا في مرحلة مفصلية من تاريخ العدوان السعودي الأمريكي الذي عاد إلى نقطة البداية وكأنك يا سلمان ما حزمت ولا عزمت.
تدرك السعودية التي نالها التعب والإعياء أن من المستحيل عليها استجماع قواها مجددا لبدء محاولة إضافية لتحقيق أهداف ما يسمى عاصفة الحزم.
محمد بن سلمان بعد الفشل الذريع يضطر للمكابرة والبحث عن انتصار في الكويت ولا ينسى تدشين مشاريع اقتصادية موازية لتسويق شخصيته.
بقية الأسرة الحاكمة تبدي تشفيا غير علني لمأزق المراهق بن سلمان.
عبد ربه منصور هادي “ولا يشتي يدي” خطوة من الفندق.
بن دغر يعرف أن تسميته رئيس وزراء كان مزحة، لذلك لا هم له إلا المبالغ التي يوفرها مترقبا مصير بحاح.
المخلافي فيه من السخف والدناءة ما يجعله يعيش الجو متقمصا في بعض الأحيان دور وزير خارجية دولة عظمى، لكنه يصحو على كابوس أنه مجرد “دويدار” لدى الرخيص هادي .
مرتزقة الجنوب عالقين بين الفوضى والانهيار الحاصل في كل مرافق الحياة وبين التنافس المحتدم لتقاسم الهبات والمساعدات الإماراتية.
منافقو الشمال ومأجوروه بدأوا في الهمس لبعضهم: “التحالف لا يريد تحرير صنعاء” في إقرار ضمني أنهم ليسوا سوى إجراء يتحركون لرغبة الخارج ويفقدون مقومات البقاء إذا تخلى عنهم.
بمقابل ذلك كله:
اتفاق المؤتمر وأنصار الله يزيد لحمة الصف الوطني ويقوي عصب الصمود اليماني.
أبطال الجيش واللجان الشعبية نقلوا المعارك إلى عمق العدو، وفيما كنا نتحفظ عن ذكر أرقام ضحايا جيش آل سعود حتى لا نتهم بالمبالغة خرج مندوب السعودية في الأمم المتحدة ليتحدث عن مئات القتلى منذ انهيار الهدنه الأخيرة.
ملك الملوك وجبار السماوات والأرض سبحانه وتعالى تولى فك الحصار وأرسل من السماء قوافل المدد والإغاثة ونزلت خيرات وبركات لم يعرفها اليمنيون في تاريخهم.
إنه اللطف الإلهي والعطاء عطاء الناس وتضحياتهم وحكمة القيادة وإيمانها وصدقها، وهذه مقومات النصر الوشيك بإذن الله وتأييده.