رسائل السماء. بقلم/ علي جاحز.
يقال ان العدوان الامريكي السعودي عاد ليقصف ويدمر ، قلت ومتى توقف حتى يعود ، ربما انه كان يبحث عن مخرج خلال الفترة الماضية بعد ان تبين له فشله طوال ما يتعدى الـ 500 عام ، لكنه في الواقع قد فعل في بداية العدوان ما كان يمكن ان يوفره لحرب عشرين سنة ، وحين يأتي اليوم ليعود من جديد لقصف مصنع البفك مثلا ، وضحيان وحيدان ومران وكتاف واب و الحديدة ، او حتى يقصف مناطق عسكرية مثل قاعدة الديلمي و الحفا والرئاسة والنهدين وعطان والصمع وخشم البكرة ووووو الخ ، فانه عبثا يحاول ان يقول سأخيفكم .
***
لم يأخذ شعب في العالم جرعات تحصين ضد الخوف والذعر والجوع والموت مثلما اخذ الشعب اليمني على مدى 500 عام صبت عليه الصواريخ والقنابل صبا ، فتعايش مع كل تلك الاصوات المروعة والمناظر المؤلمة والمآتم المبكية و الواقع المرير ، وهي الجزئية التي لا يبدو ان العدوان فهمها بعد ، بل لا يبدو انه بوارد ان يفهم وان يعي ان مالم يحصل عليه ولديه القدرة على ان يمطر صواريخ وقنابل من الجو ويغرق المرتزقة بالمال والسلاح في البر ، لن يحصل عليه وقد اصبحت طائراته تحلق عارية خاوية الامعاء تائهة لا وجهة لها ولا هدف ، و مرتزقته يتساقطون هزالى مكسورين من داخلهم متناحرين فيما بينهم .
***
لن يفعل العدوان اكثر مما قد فعل ، لن يقتل اكثر مما قتل ، لن يحرق اكثر مما احرق ، ولن يحاصر اكثر مما حاصر ، فالمسألة ليست كما يتخيل الاغبياء والموتورون والمرجفون مجرد القاء قنابل وصواريخ من الجو على الناس ليهزمهم ويخيفهم ، لوكان كذلك كانت حسمت الامور منذ الشهر الاول ، لكنها مسألة تتعلق بالقوة التي يحملها من يمتلك الارض والقضية والاستعداد التام للتضحية والصمود بوجه القوة مهما بلغت ، هذا ما اثبتناه طوال الشهور الماضية .
***
فليقصفوا ، فان ما يمتلكون من مخزون لم يعد كما كان في بداية العدوان ، ولم يعد تحالفهم متحمسا كما كان ، ولم يعد بامكان صناع السلاح امدادهم به بالشكل الذي كان بداية العدوان ، ولم يعد الغطاء الدولي قادرا على ستر جرائمهم كما كان ، ولم تعد امريكا قادرة على الاختباء من المسؤولية كما كانت ، وفوق كل ذلك فان الاقتصاد السعودي الذي انهار بسبب كلفة العدوان على اليمن لايمكن ان يحتمل ان يدفع كلفة اضافية لا كتلك التي جعلته ينهار ولا اقل منها ، فالامور اليوم كليا مختلفة ، الا اذا كان العدو ينوي الانتحار فانه سيفعل و ستكون النتيجة اسوأ عليه من النتيجة الحالية .
***
ففي المقابل نحن اقوى من قبل 500 يوم بفضل الله ، وصفوفنا متراصة اكثر مما كانت بداية العدوان ، و استعدادنا للتحمل والصمود اكبر مما كان بداية العدوان ، و اداؤنا السياسي والاعلامي والثقافي ارقى مما كان ، و فوق كل ذلك فان اصرارنا على النصر والتحدي اقوى وابلغ مما كان بكثير ، وابطالنا في الجبهات اكثر بكثير مما كانوا ، والحمد لله .
***
طوال العام الماضي والعام الحالي امطرتنا طائرات العدوان بآلاف الاطنان من النيران ، وفي المقابل امطرت السماء ذهبا ولؤلؤا وسكينة وطمأنينة على ربوع اليمن، لم تشهد اليمن كل هذا الخير الوفير الذي جادت به السماء هذا العام منذ عقود طويلة ، وهي رسائل سماوية بالغة الدلالات على ان السماء تطهر الارض ، تطهرها من دنس الوصاية و العبودية المقيتة للخارج ، ومن مخلفات الوجع التي تركتها النيران التي امطرتها طائراتهم الخائبة .
***
وفي نفس الوقت ، تقول رسائل السماء ان ثمة منفذ كبير و واسع يدخل منه الخير لا تستطيع بوارج وطائرات العدوان ان تغلقه او تتحكم فيه ، باب يصب الخير صبا ، ولان اليمن بلدة طيبة و تربة خصبة و شعب صبور ومثابر ومنتج سوف يعرف كيف يتلقى الخير القادم من السماء وكيف يديره في الاستغناء عما يأتي معلبا من الخارج ، وسيجعل الخارج يتهافت لشراء الفائض الوفير من منتجات الارض الثرية التي لا تبخل والغيث بخيل ، فكيف ستبخل والغيث جم مدرار .