عمليات رجال الله في الحدود فتحت ثغرات في خطوط دفاع العدو. بقلم/ سجاد فايع.
منذ أن عادت عمليات أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات “ما وراء الحدود” تم فتح ثغرات عديدة في خطوط دفاع العدو في كل من عسير وجيزان ونجران.
وخلال فترة وجيزة سقطت خطوط الدفاع الأولى لنجران؛ ليظهر مقاتلو الجيش اليمني واللجان الشعبية بأطراف مدينة نجران، وليمهد المقاتلون اليمنيون الطريق لممرات آمنة أوسع وأكبر باتجاه المدينة.
كل هذا أتى في ظل توالي أسباب الفشل للعمليات العسكرية للمرتزقة والجيش السعودي بجيزان، وتتمثل أسباب الفشل في: الاستيعاب السريع للجيش واللجان الشعبية للخروق التي كان يعتمد عليها في مختلف الجبهات، بالتزامن مع وصول تعزيزات كبيرة لمختلف جبهات القتال.
بالمقابل أوقف مرتزقة العدوان محاولاتهم في حرض وميدي بعد سقوط أعداد كبيرة من مقاتليهم ليتم تحديث خطط هجوم جديدة عن السابقة تعتمد على التركيز على جبهة نهم، مع استقدام تعزيزات كبيرة من مأرب ومن داخل الأراضي السعودية لمجاميع تم تدريبها والزج بها؛ مع شن عمليات جوية واسعة، واستخدام واسع للطائرات بدون طيار، وبتنسيق غرفة عمليات مشتركة (أمريكية سعودية إماراتية).
كان من المقرر أن تكون ساعة “الصِّفْر” مطلع الشهر بهجوم واسع عقب فشل مشاورات الكويت، يفضي لتحقيق تقدم سريع في جبهات نهم وميدي وحرض؛ ليعلن بعدها “العسيري” تحقيق إنجاز ميداني؛ لكن حصل ما لم يكن في الحسبان. حيث تمكنت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية من تنفيذ عمليات استباقية أسفرت عن مصرع العشرات في استهداف دقيق لغرف عمليات ومخازن وتجمعات في مأرب ونهم والجوف، الأمر الذي أفقد المرتزقة عنصر المبادرة؛ ليعمد الجيش واللجان الشعبية بعدها إلى اتخاذ أساليب جديدة في القتال تعتمد على:
* تفكيك خطة هجوم المرتزقة في نهم إلى عدة أجزاء وتشتيتها في عدة اتجاهات.
* عدم الاعتماد على تدمير الآليات فقط، والتركيز على استهداف جبهات العدو الخلفية واستهداف التجمعات وغرفة التحكم والمخازن.
* إطالة مدة هجوم مرتزقة العدوان بهدف إفقادهم الزخم، وضياع أثر الغارات الجوية، واستنزاف قدرات العدو، والتصدي لتقدم مشاة العدو، واستخدام المرونة في تنسيق عمليات الاستنزاف والهجوم.
* فيما عمد أبطال الجيش واللجان الشعبية إلى تعزيز قدراتهم في الرصد والاستطلاع، الأمر الذي أتاح للوحدة الصاروخية من تنفيذ ضربات دقيقة استباقية وخاطفة عبر منصات متحركه للكاتيوشا والوحدات المدفعية.
وبهذا يكون أبطال الجيش واللجان الشعبية قد نجحوا في فرض معادلاتهم على الأرض، مع توسع متسارع في أسلوب القضم المتسارع لمساحات جغرافية واسعة في جبهات ما وراء الحدود.