ما كلّفك الله يا سلمانُ ؟. بقلم العلامه/ محمد المطاع.
تجوّع شعب المملكة العربية السعودية وتفرض عليه التقشف والمضايقة في معيشة حياته وقد فرضتها على كل من الشعب العراقي والشعب السوري وشعب ليبيا وأخيرا – وقد لا يكون أخيرا – الشعب اليمني المجاور لك يا سلمانُ. لماذا هذا كله يا سلمانُ ؟؟ واكثر منه قتلك لهذه الشعوب ومنها اليمن الذي تحالفت مع منافقي العرب والذي يقتلُ هذا التحالف كل يوم من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال ويقصف المدارس على رؤوس طلابها والمستشفيات على رؤوس مرضاها والأسواق العامه وقتل كل من فيها وضرب سيارات المواطنين العزّل وقتل كل من عليها وقتل كل ما هو قائم في اليمن من حيوان ونسف جماده وحتى مزارع المواطنين ومواشيهم وافراخ الدجاج والجسور التي تربط بين المدن والقرى والمصانع وضربت الحصار يا سلمانُ على كل شيء حتى على حليب الأطفال وارسلت داعش والقاعدة والنصرة وجلبت شذاذ الافاق من كل انحاء العالم وجنّدتهم وارسلت الكفار ليقاتلوا المسلمين المؤمنين الموحدين من أبناء اليمن .. يا سبحان الله عليك !! لماذا هذا كله يا سلمانُ؟ خدمة لأمريكا وإسرائيل يا عدو الله؟؟!! .. ما كان ابوك ولا اخوانك منبطحين بهذا الشكل الذي انبطحت !! لقد كانت لهم سلبياتٌ وايجابياتٌ لم تصل سلبياتهم الى المستنقع الذي وقعت فيه ولو تذكرت يا سلمانُ فيصل يرحمه الله وهو يسأل الله أن يصلي في القدس الشريف وتحدى أمريكا بأنه سيقتات الأسودين (الماء والتمر) ولا يخضع لها. وسلطان يرحمه الله قال كلمته المشهورة (شأفرش عباءتي لليمنيين احتراما لهم اذ لم يخلق الله بشراً أشجع من أبناء اليمن) وفهد يرحمه الله كان يراوح بين هذا وذاك ، اما انت فقد اخترت الفتنة وكانت مهمتك في الرياض نشر الوهابية وأستقبال عناصرها وتغذيتها بالأموال وساعدك على ذلك علماء الغلوّ والتطرف والتكفيريين ، لذلك أصبحت مراكز الوهابية في اليمن تسرح وتمرح وكأنها في الدِّرَعِيّه لا تستطيع بناءها الا دولة عظمى ، وقلنا عبر هذه المرحلة السوداء سوف نعالج الفكر بالفكر والكلمة بالكلمة ونحاول وحاولنا قدر الإمكان الّا تصل الأمور إلى فتنة ولا شك ان مالك الذي هو أصلا مال المسلمين قد اثَّر سلباً على ضعاف النفوس ، ولو توقفت عند هذا الحد لقلنا (بدوي عنده مال كثير يريد نشر مذهب الفتنة ) وفجأةً تحولت من رجل كان شبه مسالم – ولو كان مُفتِناً – إلى قاتل وجرّيت معك ابنك المعتوه الملقّب ب(المهفوف) وابن اخيك وكل من ايدك ودفع وحرض على قتل النفوس المحرمه المسلمة الموحّده ، والمؤيدون من أصحاب القرار ومن علماء السوء وممن تحالف معك على قتل اليمنيين ، كل أولئك سحبتهم معك إلى جهنم مصير القَتَلَه. (لماذا يا سلمانُ ؟ وانت كنت في غنىً عن هذا وانت تعلم ان الشعب اليمني جارك وهو من أشرف شعوب العالم ديانةً واخلاقاً ووفاءً وحميةً زيدييهِ وشافعييهِ ) وهو مع شعب المملكة جاره الأول والاقرب ، ولوتعرَّض لسوءٍ كان في حسبان اليمن أن يكسر رأس المعتدين كائناً من كان .
وقد نسيت كل ذلك ونسيت ان قصور الرياض كادت تهتز من صرخات الطائرات المصرية والجيش المصري الذي كان يتوثب لإقتحام المملكة لولا اليمن يا سلمانُ .. والشعب السعودي لا عداوة لنا معه ابداً قديماً وحديثاً . عداوتنا مع الذي حارب اليمن وقتل أبناءه.
إستعد يا سلمانُ للسؤال العسير .. إستعد ،، ماذا سيكون جوابك حينما تقف بين يدي الله ودماء الأطفال والنساء والشيوخ تسيل على وجوههم و على أجسامهم ، وقد أُخِرجَت من تحت الأنقاض وهي تصرخ ( يا رب هذا سلمانُ هو الذي قتلنا وهو الذي هدم مساكننا فوق رؤوسنا بالطيارين الإسرائيليين والمنافقين وهو الذي احرمنا من لبن امهاتنا ومنع علينا دواءنا وحليبنا .. يا رب .. سلمانُ هذا الذي بين يديك هو الذي سلّط علينا اليهود والنصارى والمنافقين ليقصفوا مساكننا على رؤوسنا .. وهو الذي فتح كنوز المسلمين – التي خلقتها جوار بيتك للمسلمين – لأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا والمنافقين وكل من دخل معه في جرائم القتل .. يا رب انت احكم الحاكمين احكم بيننا وبين هذا المدبر .. قل له ان اردت لماذا خدمت اليهود والنصارى وانغمست معهم حتى بياض اذنك وانت تعلم يا سلمانُ ” وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ” وتعلم ” وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ” …. يا رب قتلنا سلمانُ بسلاح اليهود والنصارى واستعان علينا بمن هم اشد كفرا ونفاقا من زعماء العرب مقابل مال مدنس اشتراهم به .. انت يا رب احكم الحاكمين هذا الظلم كله على شعب قال رسولك عنه “الايمان يمان والحكمة يمانية” وهاهو زعيم إسرائيل – يارب وانت تشاهده – ينتشي ويفتخر ويقول بملء فيهِ أنه لم يشهد في حياته كلها ما شهده من تأييد لإسرائيل من العالم العربي في هذا الزمان والدافعُ هو سلمانُ الذي ارشى المنافقين ليعترفوا بإسرائيل)
بعد هذا السفه كله ، ماذا يجب على اليمنيين ؟ نقولها بوضوح : الذي لم يقدم لدينه ووطنه شيئاً ” فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ” كائنا من كان .. ( والجبهات والكرم الذي جاد به الكرماء والدعم الذي تدفق على مكاتب البريد يشهد على غيابه وعلى مرضه ونفاقه وإنه إن لم يكن في صفوف العدو فهو من المتربصين والمنتظرين لحمار عزير وعليه غضب الله ومقت الشعب)
ومهما تستر فقد كشفته هذه الحرب ، فقد كانت مخبراً للرجال والنساء. بارك الله في النساء المجاهدات
وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ **** وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ.
وما أكثر المشيخة في شؤون القبايل ، وما أقلها في الميدان . إنا لله وإنا إليه راجعون .
ربنا أمد شباب اليمن بقوتك فالثورة ثورتهم والمجد كله قد حملوه مع أكفانهم وهم عند ربهم يرزقون وبقي العار والخزي على المتقاعسين . “ربنا افرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين”. ربنا أيد وأعن وخذ بيد هذا القائد الذي لم تشهد اليمن مثله منذ أن قامت ثورة 26 سبتمبر حتى اليوم برغم صغر سنه إذ لم يبلغ الأربعين من عمره وليس له من رصيد إلا ثقته بالله .
أين هو من سلمان الذي عرس لابنه بخمسه مليار ؟؟ أين هذا من ذاك ؟ قائدٌ حمل هموم اليمن وثغورها وبشرها وبرها وبحرها وجبالها فوق رأسه والذين على شاكلته لا وجود لهم. ولولا هو والشباب المضحّين لكان اليمن تحت وطأة أمريكا و إسرائيل وعبيدهما . أما المهرجون فهم كثرٌ وهم لا يساوون بصلة وهم ممن يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم .
وإني أدعو كل من عنده حميّه وغيره على دينه ووطنه ، ادعو الى شيئين اثنين : التعاون بالمال بسخاء ودعم الجبهات بالمقاتلين ولو حصرنا الرتب العسكرية من ملازم الى عميد لغطينا الجبهات بهذه الرتب .. فأين هذه الرتب؟؟؟ أليست الحرب التي فرضت على اليمن توجب على كل يمني أن يكون أو لايكون ؟