حسينيون في عاشوراء. بقلم/ عبد العزيز النجدي.
يستقبل شعبنا اليمني العظيم هذه الايام الذكرى المؤلمة والفاجعة الرهيبة التي حدثت بحق سبط الرسول الإمام الحسين عليه السلام والتي كانت نتاجاً للانحراف الخطير الذي حصل في واقع الأمة بعد وفات الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عملية انقلابية رهيبة على كل القيم والمبادئ الإسلامية التي ضحى الرسول ومن معه كثيراً في سبيل ترسيخها، إلا أن المتأسلمين من بني أمية وغيرهم ،عملوا على تغيير تلك القيم والمبادئ العظيمة، وكان خير شاهد على ذالك ،الانحراف سقوط الكثير من العظماء، والصالحين، كالإمام علي ،وابوذر الغفاري ،وعمار بن ياسر ،والحسن والحسين، وحجر ابن عدي وغيرهم كثير من الأولياء ،والصالحين .
اليوم تمر علينا ذكرى عاشوراء ونحن نعيش المأساة، ونلامس الواقع والظروف المشابهة، لما حصل في كربلاء، بحق الحسين واهل بيتة وأصحابه، على أيدي يزيد وأتباعه، الا أن المذابح تتكرر، والمجازر ترتكب، والناس يشردون ويحاصرون، وينكل بهم، على أيدي يزيد العصر، المتمثل في (العدوان السعودي الأمريكي) الذي اثبت من جديد ،أن النهج اليزيدي واحد، وإن اختلفت الاسماء، وتغيرت الأساليب، بل بأساليب أشد من ما عمله يزيد.
وفي الجهة المقابلة، تاتي المواقف الثابتة، المواقف الحسينية التي تؤكد وجود وبقاء الثقافة الحسينية، الراسخة التي تأبى الضيم، وترفض الذل، والهوان .
وهاهم من قتلوا الحسين كي يسكتوا صوت الحق يجدون أن الحسين لم يمت، فلينظروا للحسين في آلاف الحسينيون، الذين جدد ثقافتهم، حسين العصر الحسين ابن بدرالدين، الحوثي شهيد كربلاء مران ،الذي صرخ صرخته المشهورة ،في وجوه المستكبرين ، فهز بها عروش الظالمين، وزلزل قصور المستكبرين مثبتاً أن الحسين السبط حياً فينا بقضيته، حياً بمبادئه، حياً بشموخه وعزته وكرامته ,الى يوم يبعثون .
فالحسين باق وإن قتل ، ويزيد ميت وإن ظلم ، والحسينيون في شعبنا باقون وإن تحالف ضدهم العالم بكله،واليزيديون ميتون ومهزومون، ومغلوبون ،مهما طغوا وعلوا علواً كبيراً،
هذاوعدالله،ولن يخلف الله وعده (ومن أصدق من الله حديثاً) صدق الله العظيم.