امريكا و مكة .. من يحمي من ؟! بقلم/ علي جاحز.
سمع الجميع مندوبة امريكا في مجلس الامن وهي تندد بما اسمته استهداف اليمنيين مكة المكرمة معتبرة ذلك مساسا بمقدسات المسلمين .
–
امريكا الشيطان الاكبر مركز الشر في العالم وقيادة الصهيونية الاشد عداوة للاسلام كدين ومنهج بشري عالمي وصاحبة اخطر مشروع يستهدف المشروع المحمدي الرامي الى تعميم العدل والخير والسلام في العالم، تشتعل فيها الغيرة والنخوة والحمية على اقدس مقدسات الارض ومنطلق الرسالة السماوية والمشروع المحمدي (مكة المكرمة ) ، وتقود وراءها المواقف كالقطعان في مجلس الامن ليضللوا العالم بان مكة في خطر.
–
وممن الخطر يا ترى ؟!! من اليمن بلد الحكمة والايمان ، ومن اليمنيين اهل الحكمة والايمان وانصار الرسالة السباقين واصحاب القلوب اللينة والافئدة الرقيقة ، الذين تحملوا كل ذلك الطغيان وكل تلك الجراح وأبوا ان ينحرفوا عن مبادئهم واخلاقهم التي رضعوها جيلا بعد جيل من هدي الدين المحمدي ، فلم يستهدفوا هدفا مدنيا واحدا في ابشع حرب وفي مواجهة اوقح خصم وحيدين امام تواطئ العالم وتآمر قوى الاستكبار بوجههم ، فكيف سيستهدفون المكان الذي يقدسونه اكثر من اي شعب في العالم .
–
لكن ليست المشكلة هنا ، بل في مكان اخر،
دعونا نجيب على السؤال : هل ممكن ان تدافع امريكا عن مكة المكرمة من قبيل الغيرة على مقدسات المسلمين بالفعل ؟!
ما يفهمه الجاهل ان امريكا دائما لاتدافع الا عن شيء لها فيه مصلحة ومنفعة ، ولا يمكن ان تسجل مجرد موقف الا ومقابل ذلك منفعة مضمونة ، و هنا يبرز سؤال اخر : من يحمي الاخر امريكا ام مكة المكرمة ؟!
–
سيكون الجواب السهل في مخيلة العقول السطحية ان امريكا تحمي مكة المكرمة من الحوثيين والانقلابيين والصالحيين وايران و المجوس ووووو الخ ، بينما في الواقع امريكا لاتحمي مكة وانما تحمي وجودها وبقاء نفوذها و سيطرتها على المنطقة برمتها و على قرارها بل و تحمي سيطرتها على عقول وافكار سكان المنطقة من الزعماء الى الرعية .
–
ولكن كيف لمكة المكرمة ان تحمي امريكا ؟!
نحن نعرف ان ال سعود هم اليد القوية لأمريكا ولمشروعها في المنطقة ، وبهم تستطيع ان تطوع الحكومات وتضلل الشعوب وتدجن العقول بحيث تصبح قادرة على تمرير ماتريد و فرض ماتريد وكسب ما تشاء من ثروات وخلق ماتشاء من فتن وصراعات وتدمير ما تشاء من بلدان ومقدرات و تفكيك ما تشاء من روابط بين الشعوب والمجتمعات لتضمن واقعا عربيا واسلاميا هشا ضعيفا .
–
ونعرف ايضا ان اليد الامريكية الاقوى في المنطقة (ال سعود ) يعتمدون في المقام الاول في تدجين العقول وتضليل الشعوب وتمرير مشاريع الفتن والصراعات والتفكيك عبر ما تصدره من مشاريع دينية تضليلية وخطاب ديني مسموم وافكار دينية ملغومة مستغلة بذلك سيطرتها على الاماكن المقدسة والحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، التي تعتبر لدى العوام منبع الدين القويم ومرجعية الاسلام القاطعة ، وكل ما يمكن ان يأتي من هناك فهو الحق وما سواه الباطل .
–
ال سعود اليد الامريكية الاقوى تحمي مصالح امريكا و تحمي نفوذها وتعمل على تضليل وخداع الناس لاجلها مستخدمة مكة المكرمة و قدسيتها ، وهنا نفهم كيف تحمي مكة المكرمة امريكا و كيف تستفيد امريكا من المقدسات الاسلامية وتسخرها لصالح مشاريعها الصهيونية في المنطقة ليس من الان بل منذ عقود طويلة من الزمن .
–
في مكة المكرمة يجري تسويق الافكار الداعشية وبيعها للبسطاء ، ومن مكة المكرمة يصدح خطباء بالتحريض ضد كل مشروع يناوئ امريكا ، وخلال مواسم الحج الى مكة المكرمة يجري تحريم الدعاء على اسرائيل وامريكا و يعلو صوت الدعاء بالوبال والثبور على اي مسلم غضبت عليه امريكا .
–
بالمختصر المفيد ، حول ال سعود مكة المكرمة الى ورقة دينية بيد امريكا وتخدم اهداف ومشاريع امريكا و افرغتها من قدسيتها و وظفيتها الحقيقية لأجل امريكا وخوفا على نفوذ ومصالح امريكا .
والان نعود لنسأل انفسنا : من يحمي الاخر .. مكة المكرمة ام امريكا ؟!