لا بد أن تؤمن بأن يكون مشروعك هو مشروع القرآن نفسه.
برنامج رجال الله اليومي
السيد حسين بدر الدين الحوثي
الدرس العاشر من دروس رمضان صـ28 الى اخر الدرس.
في موضوع الفرج مثلاً بالأمس عندما قرأنا الآية، عندما قال الله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}(البقرة214) قلنا: أن من الأشياء التي يجب أن نفهمها: أن تكون ثقتك بالله بأنه في الموقف الحرج سيكون النصر؛ لأن العادة بالنسبة للناس، عندما يقول: [ممكن نتحرك، لكن..] يكون عنده صورة أنه ربما – مثلما يقولون – تحمض القضية، ربما يتطور الموضوع.
يعني: الناس – عادة – يخافون من ماذا؟ من تطور القضية، وأن يصبح موقفاً كبيراً، وصراعاً كبيراً، وخطورة كبيرة، ما هي هذه الحالة التي تحصل عند الناس؟ أنت عندما تستفسر آخرين، يعني: عندما يأتي واحد يتحدث مع آخرين ستعرف من داخل أنفسهم: أن الشيء الذي يهيِّب الكثير من الناس، ممكن يتحرك معك في كذا، وفي كذا، لكن أما هناك فمشكلة كبيرة، أما إذا كان الموضوع سيصل إلى مواجهة مع قوة كبرى.
لاحظوا هنا في القرآن الكريم في أكثر من آية يذكِّر الله الناس بما يعطيهم ضمانة في النقطة التي عادة يتهيبون من أن يصلوا إليها، وهي ماذا؟ عندما تشتد القضية، عندما تكون المواقف الحرجة سيكون هناك نصر، سيكون هناك فرج؛ ولهذا قال هنا: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}.
قد تكون مثلاً بالنسبة للمجتمعات عندما يحصل بأساء، وضراء، وزلزلة، قد يجعل التزلزل أكثر بسبب نقص الوعي عند الناس، يحصل تزلزل أكبر، يعني: يحصل اضطراب، وتردد لديهم، ونوع من القلق، فمما يشكل ضمانة في هذه أن تعتبر أنه خلي الزلزلة، وبأساء، وضراء، تشتد بكيفها، متى ما اشتدت سيأتي فرج.
ما الإنسان قد يتراجع من البداية على أساس أنها قد تشتد، قد تحصل خطورة كبيرة فيتراجع؟ فعند ما تكون واعياً من خلال الآية، لا، لأنه لو اشتدت فهناك الفرج، ما أنت ستتحمل في الوسط؟ نفس الوعي، الوعي نفسه، الوعي الذي يقوم على أساس هدى الله سبحانه وتعالى يقي الناس من الكثير من الزلزلة؛ لأن الزلزلة هنا بمعنى أنه حكى من داخل المجتمع، قد لا يحتمل أن يكون النبي نفسه، أو مؤمنين واعين على مستوى عالي، أن يكونوا اكترثوا بالزلزلة؛ لأنه قدم لنا نموذج آخر: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ}(آل عمران173) أليست هذه من الأشياء التي تزلزل؟ {فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} ألم يحصل هنا ثبات؟.
في نفس المقام مع بني إسرائيل، في هذه الآية نفسها، عندما قال الآخرون: {لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ} هذا مؤشر خطير، يعني: قد راح أكثرنا قبل، وراح أكثرنا بعد النهر، ونحن الآن في الميدان، قد هذا بعضنا قد هم يقولون هكذا.
ما هذه توجد زلزلة؟ لكن لاحظ كيف الوعي لديهم جعلهم هم يثبِّتون الآخرين، ما اضطربوا هم، {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ} ما تزلزل هؤلاء، ما تزلزلوا مع أن قد هي حالة رهيبة فعلاً، وهم في ميدان المواجهة ما تزلزلوا! لماذا؟ إيمانهم قوي، وعندهم وعي بالشكل الذي يقيهم الإضطراب، كانوا هم ثابتين، وساعدوا على أن يثبت الآخرون.
إذاً فمعنى هذا بأنه قد تحصل، ولو مع نبي من أنبياء الله، إذا ما هناك تفهم بالشكل الكامل لتوجيهاته، قد تحصل زلزلة عند نسبة، ومن هم يتفهمون لا يضطربون، ولا يتزحزحون، سيكون عندهم فكرة بأنه خليها تصل إلى أن يقتل واحد، أليست القضية هذه؟ أليست نهاية كل شيء هنا في الدنيا؟ خليها تصل إلى أن تقتل، معناه ماذا؟ أن تنتقل شهيداً فتحيا من جديد في أفضل حياة، فهل يمكن تتزلزل؟.
ولهذا كان الناس الثابتون تكون مشاريعهم كبيرة، ماذا يعني كبيرة؟ هؤلاء المؤمنون برزوا وعندهم مشروع نصر في مواجهة تلك القوة الجبارة، والكثيرة العدد بقيادة ملكهم جالوت، انطلقوا بذلك الدعاء: {وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة250) ما هم دعوا الله بالشكل هذا؟ عندهم طموح أن ينتصروا عليهم، وفعلاً انتصروا عليهم {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ}(البقرة251).
هذه قضية هامة، لا بد أن تؤمن بأن يكون مشروعك هو مشروع القرآن نفسه، ألم يكن القرآن للناس جميعاً، للعالمين جميعاً؟ تكون نظرتك نظرته، وبعده، أين ما وصلت، بعد القرآن أينما وصلت، هذه قضية.
أن يكون في نفس الوقت عندك إيمان بأن النصر الإلهي، والفرج الإلهي، يأتي في النقطة التي تجعل الآخرين لتهيبهم منها يتراجعون. هنا إذاً لم يعد هناك ما يخليك تتراجع.
في نفس الوقت يكون الإنسان دائم الدعاء لله، هذه قضية لا ينفرد الإنسان بنفسه أبداً مهما لمس عنده من قوة إيمان، واستعداد، وثبات، لازم يكون دائم العلاقة بالله، والدعاء باستمرار، {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}(آل عمران8) {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة250) مجموعة أدعية من هذه نحاول أن نقولها يومياً، في قنوت الفجر، في قنوت الوتر، في خارج الصلاة، ندعو بها.
يجلس الإنسان على علاقة دائمة بالله، ولنعرف جميعاً بأنه قد تكون المرحلة هذه التي نحن فيها مرحلة من أفضل المراحل لمن يسيرون في سبيل الله، ونقول أكثر من مرة: من أفضل المراحل لمن يتحركون على أساس كتاب الله؛ لأنه إذا كانت مظاهر الإرتداد التي تحصل داخل البلاد العربية تجعل الكثير منهم يتراجعون، لاحظ أنه في القرآن جعلها بالشكل الذي تعتبر مؤشر خير بالنسبة لك، أنه إذا ما كان هناك ارتداد فإن الله سيأتي بقوم يحبهم، ويحبونه.
هل هذا بالشكل الذي يحصل لديك هزيمة، وتراجع، عندما ترى آخرين لا ينطلقون، لا حكومات، ولا كثير من الناس، هذا معناه ماذا؟ ارتداد عما يجب أن يكونوا عليه، هذا الإرتداد في الآية، معناه: يبقى لديك أمل كبير؛ لأن الله قال: – إذاً فرصة – {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}(المائدة54) ففرصة لي أن أعرض نفسي أمام الله عسى أن أكون من هؤلاء.
تجد هذا نموذج عالي جداً، يعني: أن هدى الله بالشكل الذي لا يجعل لليأس منفذاً إلى نفسك، ولا للشيطان أي وسيلة للتغلغل إلى صدرك نهائياً؛ لأن كل شيء من الذي يبدو حرج يجعله بالشكل الذي يعطي أمل في نفس الوقت، دائماً هذه سنة إلهية في القرآن.
أليست ملحوظة هذه – قضية إرتداد – داخل العرب؟ ملحوظة هذه، حتى تجد أنه عندما أصبح الناس يسمعون بموضوع تغيير مناهج، أن الأمريكيين يغيرون المناهج، والقرآن الكريم يخفون الكثير من آياته، وأشياء من هذه، ما حصل تفاعل، ولا ضجة بالشكل الذي كان يجب أن يكون حاصل عند المسلمين.
إذاً هذه حالة تراجع، حالة ارتداد بما تعنيه الكلمة في هذه الآية، تقهقر، أنت إذا عندك وعي قل: إذاً فرصة بالنسبة لي أن أكون؛ لأنه وعد، {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ}، إذا ما عندك وعي ستقول: [أمانه ما هو وقت يا جماعة، ولاحظوا الناس ما عاد يحركهم حتى أن يعرفوا بأن القرآن قد هو معرَّض هو للخطر، أن يخفوا الكثير من آياته، في المدارس، والمساجد، وغيرها] ما هو سيتراجع؟.
إذاً فهي دائرة واسعة مسألة أن الناس يتوعوا، تحصل على الوعي لنفسك وللآخرين.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً بأن نكون ممن وعد أن يأتي بهم، يحبهم، ويحبونه، أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]