اذا كان للإنسانية أن تُحترم فإن الأنبياء وهم أشرف البشر وأكمل الناس
بصائر من نور القياده
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
خطاب المولد النبوي للعام الهجري 1434هـ
إن لهذه المناسبة دلالتها المهمة وعطاؤها الكبير فهي احتفاء وتقدير للنعمة الإلهية واعتزاز وتشرفاً بها {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} وأي نعمة أعظم وأي شرف أكبر من نعمة الهدى الإلهي من خلال القرآن والرسول التي بها النجاة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة, وهي كذلك رمزاً لأصالة الأمة وهويتها واستقلالها, وركيزة أساسية فارقة في مواجهة كل محاولات التذويب للأمة ومساعي الاحتواء لها وطمس هويتها من قبل أعدائها, وهي مناسبة للوحدة الإسلامية واستذكار القواسم المشتركة والكلمة السواء بين كل المسلمين, فالرسول محمد (صلى الله عليه وآله) ليس رمزاً خاصاً بمذهب أو طائفة أو عرق أو بلد, وهي ذكرى وتذكير بالنبي الخاتم وبمقامه وبرسالته, وتعزيز الارتباط به وبرسالته, وهي منطلق مهم لتغيير الواقع السيئ والمرير والمهين الذي تعيشه الأمة, وإصلاح الخلل, وتصحيح الوضع الذي تعيشه الأمة الإسلامية.
إن من أهم ما نحرص عليه ونريده من الاحتفال بهذه المناسبة وإحياء هذه الذكرى هو الرد الجماهيري والموقف المسؤول تجاه الإساءات الموجهة من شر البرية ومن السيئين المجرمين إلى رسول الله محمد خاتم الأنبياء والتي هي إساءة للإنسانية بكلها, وللأنبياء بأجمعهم, ولشرف الرسالة, فإذا كان للإنسانية أن تُحترم فإن الأنبياء وهم أشرف البشر وأكمل الناس إنسانية أولى بالاحترام, وأسوأ السوء في تلك الإساءات من المسيئين السيئين قبحهم الله ما ورد في الفيلم الأمريكي الذي احتوى على أقبح الإساءات ومنها الطعن في طهارة مولد الرسول والطعن في إيمانه وأخلاقه وقرآنه وعرضه وسيرته ـ والله المستعان على ما يصفون ـ في مقابل ذلك لا يجوز الصمت ولا التغاضي عن ذلك أبداً ولا مقابلة هذه الإساءات بالتجاهل.