الأقوى والمنتصر من كان الله معه ومن تكون عواقب الأمور لصالحه.
بصائر من نور القياده
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
محاضرة الذين ان مكناهم في الأرض 1423هـ
في هذا الزمن في هذا العصر، الزمن الذي هو مليء بالتحديات، مليء بالمظالم، مليء بالأخطار، الذي يعيش فيه المستضعفون وضعية مؤلمة وحالة بئيسة من الظلم والإضطهاد والقهر والإذلال والمعاناة نتيجة لهيمنة الظالمين، لهيمنة المجرمين، لهيمنة أئمة الكفر، وما يترتب على ذلك من طغيانهم، من ظلمهم، من إجرامهم، من إفسادهم، يتحتم على المستضعفين أن ينظروا وأن يبحثوا وأن يسعوا للوصول إلى طريق العزة، طريق الكرامة، طريق الخلاص، طريق السلامة، الطريق التي يتحررون فيها من استعباد الطواغيت والظالمين والمستبدين المجرمين، الطريق التي يترتب عليها عزتهم، والفرج لهم، يترتب عليها خلاصهم من الاستعباد المذل والمعاناة الشديدة، طريق النصر، وطريق القوة، طريق القوة.
في حالة الاستضعاف ما يجب أن يبحث عنه المستضعفون هو القوة، وفي هذه الآيات المباركة التي تلوناها يتضح لنا كمستضعفين ومن خلال نور الله، من خلال هدي الله، من خلال كلمات الله التي بيَّن فيها وأوضح هذه الطريق المنشودة، طريق النصر، طريق القوة؛ لأن النصر؛ لأن القوة؛ لأن العزة هي حينما يكون الله معنا، حينما يكون الله بقوته وهو المقتدر العزيز، الغالب فوق عباده، القاهر فوق عباده، المهيمن فوق عباده، ملك السموات والأرض، الحكيم، أحكم الحاكمين، لا يعجز عن شيء وهو كذلك أرحم الراحمين، فطريق القوة، طريق العزة التي يحتاج إليها المستضعفون لمواجهة الإذلال والاستعباد والظلم والقهر، والطريق التي يترتب عليها عزتهم وفلاحهم هي الطريق التي إن سلكوها كان الله معهم ناصراً ومؤيداً وهو جل شأنه القائل في كتابه الكريم: {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} فلا غالب لكم.
الأقوى هو من كان الله معه، المنتصر من تكون عواقب الأمور لصالحه من تكون النتيجة في نهاية المطاف لصالحه هو من كان الله معه؛ لأن الله له عاقبة الأمور، إليه تصير الأمور، وهو المهيمن المقتدر على كل شيء.
ونعود إلى هذه الآيات المباركة التي ترشدنا إلى ما يؤهلنا كمستضعفين أن نكون جديرين بنصر الله، أن نكون قريبين من رحمة الله، أن يكون الله سبحانه وتعالى معنا، وما أحوجنا إلى الله، ما أحوج المستضعفين إلى الله خاصة أمام التحديات الكبيرة أمام المكر الكبير.