الاستقامة والدين والاعتقادات كلها عمل.
يوميات من هدي القران الكريم
السيد حسين بدر الدين الحوثي
الدرس الثالث من دروس رمضان صـ20.
عندما يقول الله سبحانه وتعال: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج: من الآية40) أليس كل واحد مؤمن: بأن الله قوي عزيز؟ لكن لا ينطلق على أساس ما يقتضيه إيمانه بأنه: قوي عزيز ناسي ما يقتضيه إيمانه! أنت مؤمن بأنه قوي عزيز يقتضي منك هذا الإيمان أن تنطلق لنصره؛ لأنه قد وعد أنه سينصر وأنت مؤمن بأنه قوي عزيز، إذاً مقتضى إيماني عملياً هو: أن أنطلق. هل هذه الإنطلاقة حاصلة؟ ليست حاصلة عند معظم المؤمنين بأنه: قوي عزيز.
إذاً هذه توحي بأنه قد يحصل عند الإنسان خلل كبير جداً من خلال نسيانه لمقتضى إيمانه في ما يقتضيه إيمانه من تسليم، من عمل، من ثقة، هذه هي عبرة لنا، يعني: فيها درس للناس، وهذه واحدة من المشاكل بالنسبة لنا بالنسبة لمن هم مؤمنون بالله وبكتابه ومؤمنون بأسمائه الحسنى: قوي، عزيز، عالم الغيب والشهادة، قاهر فوق عباده، على كل شيء قدير، وترانا لا نتعامل مع الله سبحانه وتعالى ـ تقريباً ـ ما هناك ثقة به كثقة الناس ببعضهم بعض تقريباً.
إذاً هذا هبوط كبير في موضوع ماذا؟ هل في موضوع: الإيمان بأنه قوي عزيز، أو في ما يقتضيه الإيمان بأنه: قوي عزيز؟ بمعنى: أن الإنسان لابد أن يكون دائم التذكر، يذكِّر نفسه، يستشعر دائما مقتضى إيمانه؛ لأننا نقول: لا يوجد في دين الله ـ على حسب ما نفهم ـ أشياء إعتقادية بحتة، كلها إعتقادات تتحول إلى عمل، كل الدين عمل، كله عمل حتى توحيده هو في الأخير دفعة عملية في اتجاه معين، توحيد الله سبحانه وتعالى وهكذا، ما هناك أشياء إعتقاد لمجرد الاعتقاد حتى الإيمان باليوم الآخر، الإيمان باليوم الآخر أليست تعتبر قضية إيمانية يعتقدها؟ لكن لها أثر عملي هو: أنك هنا تلتزم؛ لأن هناك الآخرة قدمت بالشكل الذي يدفعك إلى الإلتزام هنا، الترغيب على أعلى مستوى, والتخويف على أعلى مستوى، الترغيب والتخويف هو ماذا؟ يعطي دفعة عملية هنا، إستقامة هنا ستنتهي الاعتقادات كلها إلى عمل.