نص: محاضرة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن التعبئة العامة ـ 27-1-2017.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلي آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أيها الإخوة الأعزاء، السلام عليكم ورحمته الله وبركاته.
في ظل الظروف الحالية، وفي هذه المرحلة من العدوان نركز في هذه الفترة على حث الجميع على العناية بالتعبئة الجهادية ونؤكد على أهمية النفير بكل ما تعنيه الكلمة بمدلولها القرآني، العدوان اليوم في مرحلة من أهم مراحل المعتدين وبعد طول الفترة منذ بداية العدوان، وهم كانوا يأملون على أن يحسموا عدوانهم في أسبوعين وإذا لم يتم ذلك خلال شهر بالكثير، لكنهم فوجئوا وصُدموا بأنهم عجزوا عن ذلك وفشلوا في ذلك ولم يتحقق لهم ذلك، الصمود والتماسك يعود بالدرجة الأولى على الروحية الإيمانية التي يتسم بها شعبنا العزيز ومجاهدونا الصابرون والصادقون في جبهات القتال.
تقييمنا لمجريات الأحداث خلال الفترة الماضية أن الله جل شأنه بعظيم لطفه وعونه ونصره وتأييده منَّ على شعبنا المسلم المظلوم، على الإخوة المجاهدين المتصدين لهذا العدوان في كل الجبهات، منَّ على الجميع برعايته الكبيرة لطفا وتأييدا وهداية، منَّ على شعبنا في واقعه الداخلي بالتماسك رغم المعاناة الكبيرة، المعاناة على المستوى الاقتصادي بشكل كبير جدا لكثير من الناس، المعاناة نتيجة للقصف والدمار وتدمير الكثير من المساكن و المنشآت، واضطرار البعض للهجرة من منطقة إلى أخرى وكذلك المعاناة نتيجة الأذى والتضرر المباشر من القصف الجوي الذي تسبب في استشهاد الآلاف من الرجال والنساء، من الأطفال والصغار والكبار، تسبب أيضا في جرح الكثير، كل أشكال المعاناة موجودة ولكن مع ذلك هناك صمود، هناك روحية عالية أدهشت الأعداء، وصُدموا بها، فهم مارسوا كل أشكال وأنواع الضغط، كل وسائل الاستهداف لهذا الشعب ولمجاهديه الصابرين، وكانوا يعولون على حجم الإمكانات وعلى مستوى العدوان في كل وسائله وأسالبيه في حملته الإعلامية الهائلة، في نشاطه السياسي الكبير في ضغطه الاقتصادي والعسكري، في نشاطه الأمني وهم أخفقوا في التخريب الأمني إخفاقا كبيرا، على كل العون الإهي كبير وعظيم ومع ذلك نقول أنه كان بالإماكن أن يكون مستوى الصمود ومستوى الثبات ومستوى التصدي ومستوى الموقف بأفضل مما هو عليه بالنسبة لنا في هذا الشعب، كان بالإمكان أن يكون الموقف بأكثر من مجرد الصمود، أن يرقى إلى مستوى إلحاق هزيمة تاريخية مبكرة للعدوان، هذا كان ممكنا، هذا كان متاحا، ولكن تدخل كثير من العوامل والمؤثرات التي أثرت نوعا ما في مجريات الأحداث وسببت بعض الإخفاقات وبعض التراجعات التي طمَّعت الأعداء مع أنهم في واقع الحال وبفضل الله جل شأنه مُرهقون بما قد أتعبهم هذا العدوان وكلفهم هذا العدوان على كل المستويات في العنصر البشري كثيرا منهم الآلاف المؤلفة قتلوا وجرحوا، في الجانب المادي أوصل النظام السعودي الذي كان ثري بما ينهبه من ثروات شعبه إلى حالة الفقر والاقتراض وإلى الدخول في أزمات اقتصادية وهو كان أغنى دولة في المنطقة، فبالرغم من الكلفة الهائلة للعدوان ولكن مستوى الحقد من جانبهم ومستوى ما يتصورونه هم من نتائج كارثية عليهم حينما يفشلون في هذا العدوان، حينما يخفقون في هذا العدوان ولا يصلون إلى النتيجة التي يريدونها، مستوى الكلفة هائل ومستوى النتائج خطيرة عليهم، نتائج الفشل نتائج الإخفاق نتائج الخروج من العدوان بدون نتيجة هذه لها تداعيات عليهم على مستوى البلد وعلى المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي…
البقية في الوورد التالي:-