أمريكا و القاعدة الأدوار و إعادة التدوير.بقلم/صادق البهكلي.
يحاول العدو الأمريكي كالعادة يضلل علينا و بأساليب غاية في الاستهزاء بنا و كأنه مؤمن بأن مثل هذه الأساليب سوف تنطلي علينا باعتبارنا في نظرة شعب جاهل لا يفقه شيئ محاولاً الهروب من حقيقة أن ثقافتنا القرآنية قادرة على كشف خبايا مؤامراته و غاياته ومقاصده أو لكأنه يحاول اختبار نسبة تأثير الثقافة القرآنية على وعي الشعب اليمني من خلال مسرحية هزلية نفذها في البيضاء قبل أيام و صارت تؤتي ثمارها لكن في المكان الخطأ..
على كل حال ما حدث اليوم من تنفيذ كمائن نفذتها القاعدة لما يسمى الحزام الامني في أبين و كأنها عمليات تحاول جرجرتنا غصبا عنا إلى تصديق المسرحية التي كتب سيناريوها الأمريكي و هي تقودنا مجددا لإعادة استقراء خبايا المؤامرة..
أولا لا نحتاج إلى إثبات أن العدو الأمريكي يشارك في العدوان الإجرامي على اليمن فقد أعترف بنفسه عوضا عن أنه تم الإعلان عن انطلاقة ما يسمى عاصفة الحزم من واشنطن.. و لكنه بعد كل هذه الجرائم و الإخفاقات المتواصلة يحاول بعملية البيضاء أشعار الرأي العالمي و الداخلي أنه لا علاقة له بما يجري من عدوان على اليمن و ما يترافق معه من جرائم وصفها خبراء الأمم المتحدة بأنها جرائم حرب.. و ثانيا هو يريد إيصال رسالة مفادها أنه هناك في اليمن مهتم بمكافحة الإرهاب….و أي إرهاب؟ ألم تكن القاعدة تشارك معه في العدوان منذ بدايته؟ ألم يتم تسليم حضرموت و عدن إلى عناصر القاعدة؟ ألم تقوم دول العدوان المشاركة كالسعودية و الإمارات باحتواء عناصر القاعدة و دعمهم ماديا و معنويا؟ ألم نشاهد عمليات السحل و السلخ و الذبح وتفخيخ أفراد الجيش داخل قوارب وهشم الرؤوس على الصخور و الكثير من العمليات الإجرامية البشعة على مرأى و مسمع أمريكا و تحت مظلتها؟ حتى أنه لم يمر يومان منذ عودة الذهب الذي استهدفته أمريكا من غرفة عمليات العدوان و كان من المقرر له ان يقود عمليات عسكرية ضد الجيش و اللجان أو ما يسمى مقاومة البيضاء..
الغريب أن القاعدة لا زالت مشاركة في العدوان وتحت المظلة الأمريكية وذلك يدلل بكل تأكيد أن ما جرى و يجري في البيضاء هو في سياق توظيف أدوار تراها أمريكية أصبحت ملحة لتفادي الكثير من النقد نظرا لما يجري في اليمن من كارثة إنسانية جراء الحصار الأمريكي ومنع دخول المواد الأساسية كالغذاء و الدواء و شعور أمريكا نفسها أن العالم أصبح يدرك انها وراء الرفض المستمر لأي حل سياسي في اليمن و إصرارها على مواصلة الحصار على الشعب اليمني في الوقت الذي دخلت العمليات العسكرية إلى طور جديد من استخدام أسلحة محرمة الى جانب ما استخدمته سابقا كالقنابل الفسفورية وقبلها قنابل عنقودية وارتجاجية و ونيترونية وما لم يتم كشفه حتى الآن وهي ترى ايضا بأن العملية في البيضاء ستمنحها مبرر لمزيد من التدخل في اليمن..
لقد عرف العالم كله بأن القاعدة و ما تفرع عنها من جماعات إرهابية صنعتها المخابرات الأمريكية وأعطتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما زخما جديدا و أصبحت و سلية أمريكية تقوم بأدوار معينة لتوظفها أمريكا إعلاميا وسياسيا و لهدف نهب ثروات البلدان و إسقاط الأنظمة و فرض الوصاية الأمريكية و ما جرى و يجري في أفغانستان و العراق و ليبيا و سوريا و اليمن و الصومال و غيرها من البلدان الإسلامية لهو أكبر دليل إضافة إلى ما شهدناه من علاقات حميمية بين إسرائيل و هذه الجماعات…فكيف أصبحت اليوم عدو لأمريكا؟ هذه عملية استحمار لشعوب المنطقة تريد أمريكا اقناعنا انها دولة تحارب الإرهاب و تحب السلام و هي موغلة حد الرقب في دماء ملايين من اطفال و نساء المسلمين دع عنك بقية دول العالم التي اقترفت فيها أمريكا أبشع الجرائم و التي لم يضاهيها أحد و لم يفعل احد مثلما فعلت من جرائم بحق الإنسانية.
احيانا تظطر أمريكا لإعادة تدوير قيادات القاعدة بعد انتهاء أدوارهم فيتم التخلص منهم فأمريكا ترى أن ذلك يمنحها شيئ من المصداقية لدى الرأي الأمريكي بأنها تكافح فعلا الإرهاب.. و هذه هي سياسة أمريكية ثابته انها متى لم تعد في حاجة عملائها تتخلص منهم حتى على مستوى رؤساء و أنظمة..
اخيراً على أمريكا أن تدرك أن مسرحياتها القذرة لم تعد تنطلي على احد و أن الشعب اليمني بفضل الله و بفضل ثقافتة القرآنية أصبح يدرك جيدا طبيعة المؤامرة الأمريكية وأدواتها و وأساليبها و لديه الحصانة الكافية و القدرة على مواجهتها من منطلق ثقتة المطلقة بالله سبحانه وبحكمة قيادته و بسالة و صمود جيشه و لجانه و صدق الله القائل:
{إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.