تقديم الشهداء يعني اننا في حالة توافق وانسجام مع القران.
بصائر من نور القياده
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية الثالثة للشهيد 1432هـ
في مثل هذه المناسبة نستغل هذه الفرصة لنذكر أنفسنا, نذكر أمتنا من حولنا بأهمية هذه الثقافة, بحاجة أمتنا في هذا العصر إلى هذه الثقافة, ثقافة الجهاد والاستشهاد, وأن تكون النظرة إلى الشهادة في سبيل الله هي النظرة الحقيقة, النظرة التي قدمها القرآن الكريم, وبذلك لا يبقى هناك شيء يخيف الأمة, لا يبقى هناك بيد العدو وسيلة للهيمنة على المجتمع, للهيمنة على الناس, لإذلال الناس؛ لأنه فقد وسيلة من أهم وسائل السيطرة والتحكم وهي سلاح التخويف.
الذي يحب الشهادة في سبيل الله, ويرغب بالشهادة في سبيل الله, والشهادة في سبيل الله بالنسبة له أمنية يتمنى أن تكون هي عاقبته, وأن تكون هي ختام حياته, أي شيء يمكن أن يخيفه من وسائل جبروت الأعداء, من وسائل الخوف, هل يبقى بأيديهم شيء يخيفونه به؟ كلا.
وإذا تجاوزت أمتنا هذه الحالة, حالة الخوف, حالة الرعب, وفشلت أمامها كل محاولات الأعداء, كل الوسائل, كل الأساليب التي تزرع هذه الحالة, وتخلق هذه الحالة فإن أمتنا ستتحرر حتماً من هيمنة الأعداء.
أيها الإخوة الأعزاء في واقعنا كأمة مجاهدة, ومجتمع مجاهد قدم الشهداء في سبيل الله, الشهداء الكثر, المئات من الشهداء, نجد أنفسنا في حالة توافق وانسجام مع القرآن الكريم, مع حقيقة الإسلام, مع حقيقة الدين, مع ما كان عليه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله), وهذا يعتبر شرفاً كبيراً, وفضلاً كبيراً, ويبعث على الاطمئنان والسعادة والسرور, عندما نجد أنفسنا في نفس الطريق, في نفس المسار, مسار الإسلام, نفس الطريق التي كان عليها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ لأن من يريدون إسلاماً وديناً لا يكون فيه جهاد, لا يكون فيه شهادة, لا يُقدم فيه شهداء, لا يكون فيه تضحيات, لا يكون فيه مواقف, لا يكون فيه مسؤولية, لا يكون فيه بذل وعطاء إلى هذا المستوى من البذل والعطاء هم بعيدون, بعيدون يجدون أنفسهم بعيدين عن القرآن الكريم لو رجعوا إليه, بعيدين عما كان عليه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في حركته الجهادية طوال بعثته, وطوال حركته وهو يبلغ رسالة الله, يبلغ رسالة الله ويقيم دين الله, سيجدون أنفسهم بعيدين عما كان عليه لو رجعوا إلى سيرته.