وكيل الأمين العام للأمم المتحدة: لا يوجد حل عسكري لحل الأزمة اليمنية والسلم المستدام هو الحل
| أخبار محلية | قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية استيقن أوبراين ” لا يوجد حل عسكري لحل الأزمة في اليمن، فالسلم المستدام هو من سيحل الأزمة وهذا ما يحتاجه أبناء الشعب اليمني “.
ودعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عقد بمطار صنعاء الدولي اليوم قبيل مغادرته العاصمة صنعاء بعد زيارة استغرقت عدة أيام، كافة الأطراف في اليمن إلى البحث عن حلول سلمية لحل الأزمة.
وأضاف” السلم هو أفضل حل إنساني لما تعانيه اليمن ولن نتخلى عن اليمنيين والأمم المتحدة جاءت لتلبية الناس ومساعداتهم إنسانيا “.. مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تعمل بكل حيادية ولا تتأثر بأي مؤثرات سياسية.
وأكد أوبراين أن الأمم المتحدة لا تفرض السلام .. وقال ” إن السلام تفرضه الأطراف المتنازعة “.. مبينا أن المساعدات العلاجية والمعدات الطبية موجودة وما نطلبه في الأمم المتحدة، تسهيل حركة الوصول لتسليم المساعدات الإنسانية والدوائية للشعب اليمني.
وتابع ” لقد جئت إلى اليمن لكي أرى ما يحدث على الأرض وهذا بعد أسبوع من كلمة أمين الأمم المتحدة الذي صرح فيه أننا الآن في مرحلة منذرة بخطر مجاعة في اليمن إذا لم نتحرك فورا ” .. مضيفا ” إن هذه الزيارة هي الثالثة لي لليمن منذ تصعيد النزاع قبل عامين وتم ملاحظة الوضع وهناك فرق كبير، حيث الوضع زاد سوءً وينبأ بوقوع مجاعة في اليمن”.
وقال ” لكن منذ زيارتي الأخيرة إلى هنا تفاقمت الأوضاع وإزدات سوء وأن 19 مليون نسمة أي ثلثي سكان اليمن بحاجة لمساعدات إنسانية فورا “.
وأضاف ” هذا الصباح حوالي سبعة ملايين لا أعرف هل سيأخذون وجبتهم اليومية أو لا وهم بحاجة لمساعدات غذائية وعاجلة لبقائهم على قيد الحياة ويعاني ما يقارب خمسمائة ألف طفل من دون الخامسة من سوء التغذية وهذا مر مخيف” .. مؤكدا أنه يموت طفل كل عشر دقائق لأسباب كان يمكن الوقاية منها جراء سوء التغذية.
وبين أنه زار مستشفى السبعين وشاهد بعض الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وقال ” فما بال كثير من الأطفال الذين لم يستطيعوا الوصول إلى المستشفى، فالوضع خطير جدا على الأجيال القادمة إن لم نتحرك بسرعة لإنقاذهم “.
وشدد على ضرورة تسليم الرواتب للمستحقين والموظفين في وجود مطبوعات جديدة للنقود وقد تم تسليمها لعدن .. وقال” مادام أن المطبوعات الجديدة من النقود قد وصلت فيجب دفع الرواتب كافة لمستحقيها جميعا في اليمن لكي لا تتفاقم مشكلة المجاعة وتزداد سوء”.
وأضاف “إنه قابل ناس متضررين في كريتر ونازحين في المخا وقد سعد جدا بزيارته لمركز الأمومة الذي دمر جزء منه وقد أعيد تأهيله وترميمه وعند وصولي كان قد ولد طفل وطفلة معا وهم أمل المستقبل في اليمن “.
وذكر أوبراين أنه التقى محافظ إب وناقش معه مشكلة النازحين القادمين من عدن والمخا وتخصيص أموال لصندوق الاستجابة الطارئة المركزي للحالات الطارئة الذي بدوره سيساعد النازحين في مجال الصحة ويعمل على إيوائهم والحد من سوء التغذية للنازحين.
وعبر عن أسفه لما حصل في تعز وقال ” لست هنا لأحدثكم عن ما حدث في تعز فعلى الرغم من تلقينا تصاريح من كافة الأطراف بالمرور عبر الخطوط الأمامية، منع موكبنا من المرور من آخر نقطة قبل خط المواجهة، وأعبر عن أسفي كثيرا أيضا لأن العاملين في المساعدات الإنسانية منعوا مرة ثانية من المرور لتوزيع المساعدات خاصة وأن ملايين اليمنيين يعانون من إنعدام الأمن الغذائي”.
واستعرض الصعوبات التي تواجه الشعب اليمني والقصص المؤثرة والمرعبة التي شاهدها وسمعها من النازحين أثناء هروبهم من القصف والقنابل وكذا انعدام المواد الغذائية عنهم .. لافتا إلى ما يتجرعه أطفال اليمن من معاناة جراء سوء التغذية .
وتطرق وكيل الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه ناقش مع المسئولين في صنعاء الأوضاع الإنسانية وكذا القانون الإنساني والدولي المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية والواردات التجارية إضافة إلى استئناف الرحلات الجوية والتجارية والإنسانية .
وقال ” إن الأمم المتحدة إذا حصلت على التمويل الكامل ووصلت إلى كافة الأماكن يمكنها مساعدة الشعب اليمني وإنقاذ اليمنيين من شبح المجاعة الذي يهدد الكثير، فهناك فرصة لحرف المسار وتجنب وقوع مجاعة في اليمن”.
ولفت إلى أن منظمات العمل الإنساني في اليمن وعددها ما يزيد عن 120 منظمة إنسانية تعمل على تقديم مساعدات إنسانية في أكثر من عشرين محافظة في اليمن وبطريقة مركزة ومنسقة وعبر مراكز إنسانية وهي الحديدة وإب وصعدة وصنعاء وعدن .
وأضاف “نحن نعمل دائما بكل حيادية ولا ننحاز لأي طرف وباستقلالية تامة والفضل في عملنا هو وجود فريق قوي يعمل لدينا في منظمة الأمم المتحدة في اليمن والشؤون الإنسانية الأخرى بقيادة منسق الشؤون الإنسانية في اليمن”.
وجدد أوبراين التأكيد أن مساعدات الأمم المتحدة تصل إلى ستة ملايين شخص كل شهر .. لافتا إلى أن ذلك غير كاف ويجب بذل المزيد من الجهود لإيصال المساعدات لأكثر من ذلك لتلافي المجاعة.
وتابع ” نحن جاهزون لتوسعة مساعداتنا الإنسانية والإغاثية، لكننا بحاجة إلى تمويل بحجم اثنين فاصل واحد مليار دولار، نحتاج للتمويل وتسهيل الأطراف في اليمن لإيصال المساعدات للمستحقين في كل المناطق”.
واختتم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة قوله ” حان الوقت لتكاتف الجميع لمنع حدوث مجاعة في اليمن بحيث يشمل كافة المدن والموانئ البحرية والجوي وكيفية فتح المطارات “.
كان في وداعه وزير الخارجية المهندس هشام شرف عبد الله ووزيرة حقوق الإنسان علياء فيصل عبد اللطيف ورئيس دائرة أوروبا بوزارة الخارجية فيصل أبوراس ورئيس دائرة المنظمات بالوزارة يحيى السياغي ومدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشايف ومدير عام النقل الجوي بالهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد الدكتور مازن غانم.