الوهابية لمن لا يعرفها. بقلم/ عابد حمزه.
| مقالات |عمل الغرب منذ ما يقارب أربعمائة عام على تمرير مشروعه الاستعماري وهو المشروع الذي تبنته يومذاك بريطانيا عبر زرع جواسيسها في العالم الإسلامي كمستشرقين أو طلاب في الحوزات العلمية بمصر والعراق والشام وفي سنة 1130هـ وجدت ضالتها في شخص محمد بن عبدالوهاب النجدي القادم إلى مدينة البصرة لطلب العلم وكان شابا طموحا عصبي المزاج يقلد نفسه ويعتد برأيه في فهم القرآن والسنة.
هذا الشيخ النجدي استدرجته بريطانيا عبر أحد جواسيسها ويدعى مستر هنفر الذي استطاع بدوره أن يغري الشيخ بالمال ويغرقه في الملذات ومن ثم ربطه بوكالة الاستخبارات البريطانية التي دعمته وقدمت له كل التسهيلات لنشر دعوته الوهابية في بلاد نجد بعد أن صاغت له عناوينها العريضة ومن أهمها كما يقول مستر هنفر تكفير المسلمين وجواز قتلهم وسلب اموالهم وهتك اعراضهم وبيعهم في اسواق النخاسة والعمل على تغيير الآثار والمعالم الإسلامية خصوصا في مكة والمدينة وإيجاد الموانع والعراقيل قدر المستطاع لمنع الناس من الحج إلى بيت الله الحرام كذلك هدم القباب والاضرحة والاماكن المقدسة والاستهانة بشخصية النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله ونشر الفوضى والارهاب في البلاد الإسلامية وإثارة النزاعات والخلافات على أسس مذهبية وطائفية واشعال الحروب الداخلية والحدودية بين المسلمين.
هذه الخطوط العريضة حرصت بريطانيا على أن تكون اللب والأساس الذي تبتني عليه دعوة محمد عبدالوهاب “وفي سنة 1143 هـ ( 1730 ـ 1731 م ) أظهر دعوته الوهابية وبالمال والتخطيط البريطاني استطاع أن يوسع من رقعتها ويجلب لها الكثير من الأتباع وبعد سنوات قلائل جندت الاستخبارات البريطانية عميلا آخر هو محمد بن سعود الزمته بالتعاون مع محمد بن عبد الوهاب وكانت تزود كليهما بالمال والسلاح وارسلت الكثير من الضباط البريطانيين تحت مسميات عدة إلى بلاد نجد لوضع الخطط اللازمة لهما ومن منطقة الدرعية تحركا للسيطرة على منطقة نجد بالكامل 1744 م وهكذا استطاعت بريطانيا أن تبذر بذرتها الشيطانية الأولى في بلاد الحرمين والبذرة الثانية في بلاد ثالث الحرمين “فلسطين” يقول حاييم وايزمان أول رئيس لدولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين في مذكراته “إن انشاء الكيان السعودي هو مشروع بريطانيا الأول… والمشروع الثاني بعده انشاء الكيان الصهيوني وبواسطته ” أي بواسطة الكيان السعودي ويضيف نقلا عن تشرشل الرئيس الاسبق للحكومة البريطانية, والذى كان له الدور الأساسي في قيام الكيانين الوهابي و الصهيوني “اريدك أن تعلم يا وايزمان أنني وضعت مشروعا لكم يبدأ بأن ارى ابن سعود سيدا علي الشرق الاوسط شرط أن يتفق معكم أولا, ومتى قام هذا المشروع, عليكم أن تأخذوا منه ما امكن وسنساعدكم في ذلك” ولهذا فعندما نشاهد ما عليه العالم الإسلامي اليوم من شتات وفتن وتناحر ونرى النظام السعودي بتحالفه مع إسرائيل يشب نيران الفتن ويبدد بثروات الأمة ويعمل كل ما بوسعه لحفظ أمن إسرائيل فإنما ذلك تجسيدا عمليا لما قاله كبار قادة الصهيونية وتحدثت عنه كتب التاريخ من أن الكيان السعودي والكيان الإسرائيلي سهمان لمجرم واحد غرسهما في خاصرة الأمة الإسلامية.