ولو يشاء الله لأنتصر منهم ولكن؟!.
بصائر من نور القياده
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
محاضرة بعنوان ( الذين ان مكناهم في الأرض ) 1432هـ.
الفئة المؤمنة التي تتحرك على أساس إيمانها، على أساس خضوعها لربوبية الله، ورفضها لعبودية الطاغوت وهيمنة الطاغوت، واستعدادها للبذل والتضحية والعطاء مهما كانت المعاناة، حتى لو كان الثمن أن يخسر الناس من ديارهم، هم حاضرون في الأساس لأن يبذلوا أنفسهم مع الله فما بالك بالديار.
الله سبحانه وتعالى حينما يكون هكذا توجه، وهكذا صدق مع الله، وهكذا تصميم وعزيمة وإرادة مع الله سبحانه وتعالى جل شأنه هو الذي وعد ولا يخلف وعده بأن ينصر هذه الفئة المؤمنة، أن يمدها بالنصر وهو مقتدر على ذلك، مقتدر على ذلك، لا أحد يستطيع أن يحول بينه وبين ذلك أبداً، أو يستطيع أن يغالبه أبداً، هو القاهر المهيمن.
{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} سنة الله سبحانه وتعالى في واقع حياة الناس هي هكذا دفع الله الناس بعضهم ببعض؛ ولهذا يتحمل الناس المؤمنون بحكم انتمائهم للإيمان مسؤولية فرضها الله عليهم وأمرهم بها في دفع الباطل، في دفع الفساد، في دفع الظلم، ولكن على أساس أن يكون سبحانه وتعالى ناصراً ومؤيداً، ليس على أساس أنه يدفع بهم ثم يتركهم أو يتخلى عنهم أبداً، أبداً..، بل هم جنوده، هم أنصاره، وهو لهم ناصر، وهو لهم معين، وهو يؤيدهم، وهو يهيئ الظروف اللازمة لتحقيق النصر وما إلى ذلك.
فسنة الله سبحانه وتعالى هي هكذا، من يتصورون أنه يمكن النصر وإحقاق الحق ودفع الباطل ودفع الظلم ودفع الفساد بدون جهاد، بدون موقف، بدون تضحية، بدون صبر، بدون عطاء هم واهمون، هم واهمون.
الله مقتدر على ذلك لكن هناك جوانب كثيرة لها أهميتها الكبيرة بالنسبة للصراع ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ}(محمد: من الآية 5) أشياء كثيرة في حكمة الله تترتب على مسألة الصراع؛ ولذلك هناك حديث مهم جداً في هذا الجانب في ملزمة [الإسلام وثقافة الإتباع]، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} وهذا وعد مؤكد، وعد مؤكد من الله سبحانه وتعالى.
حينما تكون القضية التي يتحرك من أجلها المؤمنون وهم ملتزمون بالإيمان يتحركون على أساس هذا الإيمان، على أساس هدى الله سبحانه وتعالى، وقضيتهم التي حُوربوا من أجلها وحَاربوا من أجلها، عاداهم الطاغوت من أجلها وهم كانوا معادين للطاغوت من أجلها هي قضية الله، دينه، كلمته أن تكون هي العليا، هداه أن يكون هو السائد والمتبع.