الشهيد القائد كان من عباد الله المحسنين وكان عزيزاً بعزة الإيمان.
بصائر من نور القياده
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
كلمة في تأبين الشهيد القائد /28/رجب / 1434هـ.
كان عزيزاً بعزة الإيمان، بعزة القرآن، بعزة هذا الانتماء الإيماني القرآني الإسلامي بإنسانيته أيضاً، فلم يستسغ الظلم أبداً. وكان يتألم يتألم حتى على أولئك الذين يريدون للأمة أن تقبل بحالة الذل والهوان، فيتفلسفون ويقدمون الرؤى والتبريرات، ويسعون جاهدين لدرجة عجيبة لدرجة وكأن الواقع يتطلب ذلك، وكأن الذي ينقذ الأمة أو يعز الأمة أو يخرجها من واقعها السيء هو ما يعملونه من تدجين للأمة، ومن عمل لتضخيم حالة الرعب لدى الأمة، ومن تخويف للأمة وإرجاف في وسط الأمة.
من المواصفات والقيم الإيمانية التي كان يتحلى بها رضوان الله عليه الإحسان، كان من عباد الله المحسنين، ونهج نهج أنبياء الله واقتدى بهم في الإحسان إلى الناس، فكان شخصاً ذاب في خدمة الناس وتجاوز نهائياً ذاته وأنانيته وواقعه الشخصي، ليعيش بكل فكره، بكل توجهه بكل اهتمامه لله وفي الناس، لله وفي عباد الله، فكان على المستوى الثقافي دائماً يحث على الإحسان، يرشد إلى الإحسان يدعو إلى الإحسان، يرسخ ثقافة الإحسان، ومبدأ الإحسان، وسلوك الإحسان، ثم في الواقع العملي يتحرك على هذا الأساس، باذلاً كل جهده وكلما يستطيع في الإحسان إلى الناس، بكل مظاهر الإحسان على المستوى التربوي التثقيفي والتعليمي والتنويري، على مستوى الخدمة العملية في ما كان يعمله على قدر ما يستطيع، على قدر ما يستطيع، وفي حدود الممكن، كان يتحرك بكل رغبة بكل اهتمام للإحسان إلى الناس، والاهتمام بشأن الناس، ويهمه أمر الناس قبل كل شيء.
من تجليات هذا الدافع وهذه القيمة وهذا الخلق تحركه بكل ما يستطيع، وتضحيته حتى بالنفس في سبيل الله سبحانه وتعالى، وفي سبيل المستضعفين في مواجهة الظلم الذي يعاني منه الناس، في مواجهة الأخطار التي تحيط بالناس، في مواجهة التضليل للناس، في مواجهة الهجمة الإستكبارية للسيطرة على الناس، كان أحد الدوافع أحد الدوافع المهمة والأساسية في مواجهة كل ذلك؛ لأنه يحمل روحية الإحسان والمحسنين.
من المعالم الأساسية لشخصيته في ما كان يتحلى به من إيمانٍ واعٍ، إيمان حقيقي، إيمان بمبادئ الإيمان وأخلاق الإيمان الوعي العالي والنظرة الصائبة والعميقة، وهذا شيء أساسي بالنسبة للإنسان المؤمن، الإيمان لا يقبل أبداً أن يكون المؤمن أحمقاً أو غبياً أو نظرته إلى الواقع نظرةً مغلوطة هذه مسألة لا أبداً، لا تتركب مع الإيمان، ولا تنسجم مع الإيمان، لا يمكن أن يكون هناك مؤمن غبي أحمق جاهل بالواقع، بعيد عن الحكمة، لا.